درس وتدبر في كلمة "فَلَیُبَتِّكُنَّ ءَاذَانَ ٱلۡأَنۡعَـٰمِ" في كتاب الله المجيد
تاريخ النشر : 2022-11-26
درس وتدبر في كلمة "فَلَیُبَتِّكُنَّ ءَاذَانَ ٱلۡأَنۡعَـٰمِ" في كتاب الله المجيد

بقلم: عمر الشامخ الزبيدي

{ وَلَقَدۡ صَدَّقَ عَلَیۡهِمۡ إِبۡلِیسُ ظَنَّهُۥ فَٱتَّبَعُوهُ إِلَّا فَرِیقࣰا مِّنَ ٱلۡمُؤۡمِنِینَ (20) وَمَا كَانَ لَهُۥ عَلَیۡهِم مِّن سُلۡطَـٰنٍ إِلَّا لِنَعۡلَمَ مَن یُؤۡمِنُ بِٱلۡـَٔاخِرَةِ مِمَّنۡ هُوَ مِنۡهَا فِی شَكࣲّۗ وَرَبُّكَ عَلَىٰ كُلِّ شَیۡءٍ حَفِیظࣱ (21) } سورة سبأ

عجيب أمر الله: هذه الآية المجيدة إذ قال آلله: وَلَقَدۡ صَدَّقَ عَلَیۡهِمۡ إِبۡلِیسُ ظَنَّهُۥ.!!
هذا يعني أن إبليس قد صادق وبرهن قوله فيهم وليس تصديقه لهم أن دعاهم فاستجابوا له واطاعوه إلا فريقا من المؤمنين..! وهذا ما كان قاله إبليس لربنا:

{وَلَأُضِلَّنَّهُمۡ وَلَأُمَنِّیَنَّهُمۡ وَلَـَٔامُرَنَّهُمۡ فَلَیُبَتِّكُنَّ ءَاذَانَ ٱلۡأَنۡعَـٰمِ وَلَـَٔامُرَنَّهُمۡ فَلَیُغَیِّرُنَّ خَلۡقَ ٱللَّهِۚ وَمَن یَتَّخِذِ ٱلشَّیۡطَـٰنَ وَلِیࣰّا مِّن دُونِ ٱللَّهِ فَقَدۡ خَسِرَ خُسۡرَانࣰا مُّبِینࣰا } سورة النساء 119.

ويبدو لنا أن قوله أي ابليس: فَلَیُبَتِّكُنَّ ءَاذَانَ ٱلۡأَنۡعَـٰمِ؛ هو أن يعطيك آلله من النعم والأنعام فلا تحسن شكرها وأداء واجبها من الزكاة والإنفاق مما لا نراه هذه الأيام..

ومثال هذا ما فعله قوم صالح في حجر الماء ومنعه عن العباد والدواب من الأنعام..فكان جزاء هذا: { فَأَخَذَتۡهُمُ ٱلرَّجۡفَةُ فَأَصۡبَحُوا۟ فِی دَارِهِمۡ جَـٰثِمِینَ } الأعراف 78.

وما يكون اليوم هو من مثل فعل قوم صالح فعقروا الناقة! وهي من أعلى النعم والأنعام ألتي نحلها آلله عباده. ولكن الناس لا يشكرون. فيعطيك الله من فضله وتحجره عن عباده.!

{ٱلَّذِینَ یَبۡخَلُونَ وَیَأۡمُرُونَ ٱلنَّاسَ بِٱلۡبُخۡلِ وَیَكۡتُمُونَ مَاۤ ءَاتَاهُمُ ٱللَّهُ مِن فَضۡلِهِۦۗ وَأَعۡتَدۡنَا لِلۡكَـٰفِرِینَ عَذَابࣰا مُّهِینࣰا } سورة النساء 37.

{وَمِنۡهُمُ ٱلَّذِینَ یُؤۡذُونَ ٱلنَّبِیَّ وَیَقُولُونَ هُوَ أُذُنࣱۚ قُلۡ أُذُنُ خَیۡرࣲ لَّكُمۡ یُؤۡمِنُ بِٱللَّهِ وَیُؤۡمِنُ لِلۡمُؤۡمِنِینَ وَرَحۡمَةࣱ لِّلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ مِنكُمۡۚ وَٱلَّذِینَ یُؤۡذُونَ رَسُولَ ٱللَّهِ لَهُمۡ عَذَابٌ أَلِیمࣱ } سورة التوبة 61.

فيكون أذان الأنعام أي ما أذن الله به للفقراء والمسلمين.!
فالكتم والبكت والبتك على الحروف نفسها هو أن تغالب الناس بالبغي والحجة والمغالبة دون الاحساس بالندم ولا تنفق مما أتاك الله من الأنعام والنعمة.

والدليل والبرهان أنهم استحبوا الدنيا على ما عند الله وحجروا نعمة الله، إلا قليل من المؤمنين الذين حفظهم الله..! وقليل ما هم.!

والحمد لله رب العالمين