رسالة رفيعة من سائق تكسي وصاحب مطعم في قطر
تاريخ النشر : 2022-11-26
رسالة رفيعة من سائق تكسي وصاحب مطعم في قطر
حمدي فراج


رسالة رفيعة من سائق تكسي وصاحب مطعم في قطر 

بقلم: حمدي فراج
 
سائق سيارة التكسي في قطر، الذي بمجرد معرفته أن ركابه اسرائيليون، أوقف سيارته فورا "على جنب"، وطلب منهم النزول، هذا ما كشفه مراسل قناة "كان" الصحفي دور هوفمان.
 
معروف في كل بلاد العالم أن مهنة سائق سيارة التكسي تعد من الأعمال المتدنية مقياسا ببقية المهن الأخرى، خاصة في الدول الثرية كقطر وغيرها من دول الخليج، هذا السائق رفض أن يأخذ نقودا من الطاقم الاسرائيلي، وواضح أنهم حاولوا شراءه، كما يفعلون عادة، معتقدين أنهم بهذا ينجحون، لكن السائق البسيط، رفض أن يأخذ حتى ما استحق له من لحظة صعودهم سيارته إلى لحظة معرفة جنسيتهم الاسرائيلية، وهو موقف ينم عن إباء ومبدأية أخلاقية رفيعة، وحين سألوه عن السبب، كان واضحا في إجابته، غير متردد، بدون أي نوع من التوريات أو التهربات أو ما يطلقه البعض ممن غاصت اقدامهم في وحل العلاقات، بالديبلوماسية، قال لهم: انكم تقتلون اخواننا الفلسطينيين.
 
الصحفي يكشف أيضا شيئا مما حصل معه في المطعم "لقد طردوني من المطعم، وصاحبه قام بسحب هاتفي وحذف جميع الصور بمجرد أن عرف أنني اسرائيلي. إنني اشعر بالسوء وبالتهديد، ولم يعد بإمكاني وضع الشعار على الميكروفون. أن الجميع ينبذوننا بمجرد معرفتنا ".

صاحب المطعم، ليس بالضرورة ان يكون من ذوي المهن المتدنية، بمعنى أن الموقف الوطني في دولة قطر من اسرائيل والاسرائيليين، يمتد ليشمل الجميع، فقراء واغنياء على حد سواء. وإذا كان هذا الموقف المتشابه، في رفض الاسرائيلي، وهو اليوم "صحفي" جاء ليغطي أحداثا رياضية، ليس لها علاقة بالسياسة من وجهة نظر اصحاب النظر، سواء المضيفين أو الضيوف، فهو، الموقف، انبثق عن اثنين لهما مصالح خصوصية مباشرة مع المونديال وضيوفه، فالأول سائق سيارة أجرة، والثاني صاحب مطعم، انتظرا وصول الحدث بفارغ صبرهما كموسم سياحي اكثر منه رياضي لا يتكرر إلا كل عدة سنوات مرة، و من يدري، فقد لا يتكرر في الشرق الأوسط مرة أخرى على الاطلاق.
 
تخيلوا، كيف يكون الحال مع اصحاب مهن أخرى ليس لها علاقة بالكسب والتربح المالي من المونديال؛ طبيب، عامل، مهندس، معلم، ممرض، موظف في البلدية أو الطرق أو الزراعة، أو حتى مع مواطنين عاديين أو مؤدلجين لهم اهتمامات سياسية أو نقابية مختلفة.
 
إننا نفترض مما نقله هذا الصحفي أن يكون ما فعله سائق السيارة وصاحب المطعم في قطر، إنهما قد دشنا الحفرة السحيقة لاتفاقيات "ابرام" الواهمة بإحلال سلام واهن وحالم وكاذب بين شعوب هذه الأمة وبين هذا الكيان الغاصب. ومن يعرف، فلربما نتلقف الرسالة هنا في فلسطين، خاصة بعد تسلم بن غفير وزارة الامن الداخلي في حكومة نتنياهو الجديدة.