كَبَدْ
تاريخ النشر : 2022-11-24
كَبَدْ 

قِصَّةٌ قَصِيرةْ

بقلم: الشاعر الدكتور والروائي المصري / محسن  عبد المعطي محمد عبد ربه - شاعر العالم شاعر الثّلَاثُمِائَةِ معلقة

يُكَابِدُ الْآلَامْ.

يُعَانِي فِي الْحَيَاةْ.

وَعِنْدَمَا يَسْأَلُهُ النَّاسْ..يُعَلِّلُ ذََلِكَ بِقَوْلِهِ تَعَالَى فِي سُورَةِ الْبَلَدْ:

{لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدْ}(4)

فَالْكَبَدْ-فِيمَا أَعْلَمْ-هُوَ التَّعَبُ وَالْمَشَقَّةْ.

وَالنَّاسُ جَمِيعاً-فِيمَا أَرَى-يَعِيشُونَ فِي إِرْهَاقٍ مَادِّيٍّ وَنَفْسِي.

 اَلْأَغْنِيَاءُ مِنْهُمْ وَالْفُقَرَاءْ .

اَلْأَقْوِيَاءُ مِنْهُمْ وَالْضُّعَفَاءْ .

اَلْأَصِحَّاءُ مِنْهُمْ وَالْمََرْضَي.

هَا هُوَ أَحََدُ خَلْقِ اللَّهْ..يَعْمَلُ كَاتِباً فِِي إِحْدَى الْمَدَارِسْ .

وَلَا يَذْهَبُ إِلَى الْمَدْرَسَةِ إِلَّا فِي الْمُنَاسَبَاتْ .

أَخَذَ يَعْمَلُ فِي تَشْطِيبِ الْبُيُوتْ .

يَنْتَظِرُ الْعَامِلِينَ مَعَهُ عَلَى الرَّصِيفْ .

أَثْنَاءَ انْتِظَارِِهِ يُرَاقِبُ كُلَّ خَلْقِ اللَّهْ .

رِجَالَهُمْ وَنِسَاءَهُمْ .

أَطْفَالَهُمْ وَشَبَابَهُمْ .

عَامِلَهُمْ وَعَاطِلَهُمْ .

يَلُومُ مَنْ تَأَخَّرَ عَنِ الْعَمَل وَلَوْ لِلَحَظَاتْ .

يََحْزَنُ الْبَعْضُ مِنْ هَذَا اللَّوْمْ .

نْدَمَا يَجِدُ مَنْ يَلُومُه بَارِعاً فِي ضَرْبِ اللِّسَانِ فَقَطْ .

أَمَّا الْعَمَلُ الَّّذِي يَتَقَاضَى عَلَيْهِ مُرَتَّباً{إِيدَكْ مِنُّه وِالْأَرْضْ} .

ظَلَّ عَلَى هَذَا الْحَالِ زَمَناً طَوِيلاً .

يُقَابِلُ الْكَثِيرَ مِنَ النَّاسْ..وَيُعَرْبِنُ مَعَهُمْ عَلَى تَشْطِيبِ شُقَقِهِمْ .

لَكِنْ ...            

سُبْحَانَ مَنْ لَا يَغْفَلُ وَلَا يَنَامْ .

اِبْتَلَاهُ اللَّهُ فَمَاتَ حَرْقاً.