عياش
تاريخ النشر : 2022-10-17
عياش

بقلم: شقيف الشقفاوي

قبل الولادة اختارت له أمه اسم عياش، كي لا يدفن مثل إخوته بالمرض اللغز، فعافه الموت حسب روايات كثيرة من كبار السن في القرية، كانت أمه تغني له وهو في القماط فتقول له:
- يا عياش، يا عياش عيش وعشش يا عياش،،

كبر عياش مثل قصبة الخيزران، ومد جذوره لتنبت قصيبات أخرى في غابة من الغاب بعد أن تغلبت عليه أحلام الشفاء وأحلام القرية على اندحار المرض والفقر، كان بين الحين والحين يردد أهازيج أمه وأغانيها التي كانت تدندن بها له، مرة أوقفه المسلحون في معبر بائس بين القرية والقرية وكان يوماً من أيام نهاية الصيف، ممزوجاً بهبوب مغبرة وأشعة مسعرة.

أوقفوه على لحظة من بقايا الانكسار التي أخذت ولم تأخذ، فقد كان طيفا على سرج من لهب، أشار لهم إشارة مخجلة وانحنى على جنب ينزف من اختراقات قطع المعدن، كان ثمنها باهضا من دم الشهداء، لكنهم تسابقوا إلى قطع رأسه فثمنه أغلى من كل الوطن، فاكتشفوا من بعد أنه عياش الذي عافه الموت في الطفولة، عياش الذي كانت تغني له أمه من شدة القهر ومن شدة الفقر ومن شدة المرض:
- يا عياش ،،، يا عياش عيش وعشش يا عياش،،