بقلم: علي ياغي
أسبوع حافل بالمناسبات بدأ بيوم المسن وهم آبائنا وأجدادها وهم من علمونا القيم والمبادئ والطريق الصواب مروراً بيوم المعلم، وهو النور الذي يضيء لنا الطريق، فبدون المعلم لم يصل أي شخص لما هو عليه الآن، فهو من درس الوزير والمهندس والطبيب .... الخ، وختاماً بذكرى ميلاد معلمنا الاول وهو الرسول صلى الله عليه وسلم، وكانت أول كلمات تنزل من السماء اقرأ وحثنا على القراءة والكتابة وهو معلم الأمة التي أخرجت علماء الرياضيات والطب والفلك ومختلف العلوم.
يوم المعلم العالمي هو يوم دولي حيث يحتفل العالم في الخامس من تشرين الأول من كل عام باليوم العالمي للمعلم الذي أقرته "اليونسكو" لإحياء ذكرى توقيع توصيتها ومنظمة العمل الدولية لعام 1966 بشأن أوضاع المعلمين والتي تتعلق بحقوق ومسؤوليات المعلمين، ومعايير إعدادهم الأوليّ وتدريبهم اللاحق، وحشدهم، وتوظيفهم، وظروف التعليم والتعلم وإيمانًا منها أن التعليم هو العنصر الأساسي لنمو المجتمعات ورقيّها، كما أن التعليم هو سبب مهم لإحلال السلام، وإنهاء النزاعات بين الأفراد ومن أجل العمل على تسليط الضوء على الاهتمامات التي تتعلق بالتعليم، فمنذ العام 1994 تواظب الدول على الاحتفال بهذا اليوم وهناك بعض الدول تعتبره يوم عطلة رسمية وتقوم الدولة بعمل تكريم للمعلمين وشكرهم على جهودهم المبذولة وتضحياتهم الكبيرة والسماع لمطالبهم واحتياجاتهم.
فلسطينياً، فان فلسطين تحتفل بالأيام العالمية ولا يعتبر يوم المعلم عطلة رسمية في فلسطين بل يخصص وقت للحديث عن المعلم وشكره، ويمكن أن تقدم بعض الهدايا من قبل الإدارة للمعلمين ويمكن من الطلاب، إن عبارات الشكر والثناء جيدة ولكن ما يحدث هنا في فلسطين أمر مختلف، فالمعلم وبسبب القوانين الصادرة وهي كثيرة لا يستطيع القيام بعملة على أكمل وجه، فالقوانين تأتي على المعلم لمصلحة الطالب، إذا صرخ المعلم يعتبر هذا جرم ويمكن للطالب محاكمته وإذا ضرب الطالب يعتبر جرم ويمكن محاكمته، كما أنه لا ننسى الاعتداءات المتكررة على المعلمين من قبل الأهالي والطلاب، فترى هذا المدرس يطرد وهذا يتحول للجنة تحقيق، وهذا يوقف عن العمل، وهذا يضرب وهذا تضيع كرامته، وهذا يعمل إضافي ليعيش هو وأسرته ....الخ.
إن محاولة تطبيق التجارب العالمية واستنساخها حرفياً عندنا في فلسطين أثبت فشله، البيئة تختلف، والظروف تختلف، والقوانين تختلف، والطلاب يختلفون وظروف تربيتهم مختلف، يمكن أن نستعين بالتجارب الأخرى وأخذ ما يتناسب مع بيئتنا الفلسطينية فقط، ويمكن الدمج بين أكثر من تجربة تعليمية للحفاظ على مستوى عالي من التعليم، هناك العديد من دول العالم يتقاضى المدرس أفضل الرواتب، ذلك لأن المدرس هو المسؤول عن نهوض الدولة لأنه هو من يدرس الحاكم ويدرس الطبيب والمهندس والمخترع..... الخ.
في النهاية يجب إعطاء المدرس حقه ورفع الظلم الواقع على المدرسين وفتح الحوار بين المدرسين والمجتمع المحلي والادارة التربوية، للرقي بالعملية التعليمية والوصول إلى قوانين تعليمية تضمن الحفاظ على كرامة المدرس وكرامة الطالب، وأن تكون القوانين منصفة.
وأخيراً، شكراً لكل مدرس أو مدرسة كانوا معي في جميع مراحلي العمرية.. شكراً لكل من علمني حرفاً.