العدالة التائهة
تاريخ النشر : 2022-10-04
العدالة التائهة
نواف الحاج علي


العدالة التائهة

بقلم: نواف الحاج علي

الإنسانية في مخاض عسير: إما حرب عالمية لا تبقى ولا تذر، أو عودة للقيم الإنسانية التي فطر الله الناس عليها وكرمهم بها، وكل المؤشرات تدل على أن القادم لا يبشر بالخير، ودلائل ذلك واضحة أمامنا من تغييرات في المناخ والأعاصير والزلازل والجاعات والجفاف، إلى حروب لا يعرف لها نهاية، ( ولنذيقنهم من العذاب الأدنى دون العذاب الأكبر لعلهم يرجعون ) -  ِ

مثال بسيط يبين كيف تاهت العدالة في زمن تسلط بعض القوى العالميه وهيمنتها على قرارات الدول الأقل حظاً، فقد قامت قيامة العالم الغربي ولم تقعد ( والذي يدعي الديقراطية والمحافظة على حقوق الإنسان) حين اعتقلت شرطة الأخلاق في إيران فتاة خالفت قوانين وعادات بلدها، فاقتيدت إلى مركز الشرطه للتحقيق، وفارقت الحياة في ظروف ما زالت قيد البحث.

حتى أن منظمات حقوق الإنسان ومنظمة العفو الدولية قامت بالاحتجاجات، وربما استغل كل ذلك لاظهار العداوة للدولة الإيرانية، كما قامت المظاهرات في الداخل الإيراني بتحريض من الخارج، وفي المدن الغربية من أجل مناصرة حقوق المرأة الإيرانية، وتم زيادة حصار إيران اقتصادياً وحظر مسؤولي الشرطة وكل الاجراءات العقابية الممكنة– كل ذلك انتصاراً لحقوق المرأة – ما شاء الله!!!

أما أن تقتل شيرين أبو عاقلة بدم بارد وبتخطيط مسبق وهي صحفيه أمريكية مسيحية من أصل عربي فلسطيني، فإن دمها رخيص لا يستحق القاتل أن يتم التحقيق معه، ولم نر منظمات حقوق الإنسان ولا منظمة العفو الدولية، ولن نر مظاهرات أو احتجاجات في الدول الغربية أو في المجتمع الذي يعيش فيه القاتل استنكاراً لفعلته، بل ربما جرى تكريمه وترقيته.
 
إنها العدالة التائهة في سراديب عصابات تحكم العالم ويتحكم فيها عصابة ص – ه – ي – ن - لكن لا ننسى قوله تعالى: "ولا تحسبن الله غافلاً عما يفعل الظالمون" - صدق الله العظيم.