والدتي الكنعانية
تاريخ النشر : 2022-10-04
والدتي الكنعانية
أ. خَالِد الزَّبُون


والدتي الكنعانية

بِقَلَم: أ. خَالِد الزَّبُون

وَالِدَتِي الكَنْعَانِيَّة
تَجْلِسُ وَالِدَتِي..
كنعانية التَّارِيخ..
يُطَوَّق عُنقهَا
مِفْتَاحُ الْحلم والأمنيات والذكريات..
تَطُوفُ مَعَهَا الْقُلُوبَِ إلَى عَلَّار
حَيْث الْأَجْدَاد
يَنْثُرُون الطَّيِّبَةَِ فِي طُرقاتها وَساحاتِها..
هُنَا كَانَتْ شَجَرَةُ اللَّيْمُونِ..
هُنَا زرعْنا الزَّيْتُون..
هُنَا حَصدنا سَنَابِل الْقَمْحِ..
هُنَا سَهرنا مَعَ الْفَجْرِ
وَرسمنا
مَع النَّجماتِ جُسُوراً مِنْ الْكَلِمَاتِ
لِأحلامِنا
الَّتِي مَا زَالَتْ تُزهِرحَنِيْنًا
لِلعتبةِ
وجميلة أَمِّ الجدايلِ
المُوشَّحة بكوفية جَدِّي...
لَيَالِي الشِّتَاءِ الطَّوِيلَة
لَم تُغَيَّرْهَا الجغرافيا
أنْ تَذَكّرَ كُرُومَ الْعِنَب
وَحُدُودَ الدَّار
وَالسّمْنِ وَالْعَسَلِ وَالْفَرَح وَالْأَلَم..
هُنَاك قَلْبُهَا
مَا زَالَ يَنْبِضُ بِالْحُبّ وَالْحَيَاة...

رَحِمَهَا اللَّهُ وَتَقَبَّلْهَا فِي عِلِّيِّين