تقرير بيتر بيكر وموقف ملك الأردن عبد الله الثاني اتجاه القضية الفلسطينية
تاريخ النشر : 2022-10-04
تقرير بيتر بيكر وموقف ملك الأردن عبد الله الثاني اتجاه القضية الفلسطينية

بقلم: جهاد علي البرق - باحث دكتوراة في القانون الدولي

لا شك بأن موقف الأردن اتجاه القضية الفلسطينية ثابت وراسخ، وذلك بضرورة انتزاع الشعب الفلسطيني لحقوقه المشروعه بتحقيق آماله وطموحاته في تقرير المصير وإنجاز قيام الدولة الفلسطينية والتأكيد على مبدأ حق العودة للاجئين الفلسطينيين.  
 
واتساقاً مع هذه المعطيات فأنني سأذكر موقف - لجلالة ملك الأردن عبدالله بن الحسين اتجاه قضيته المركزية، من خلال تقرير إعلامي نشرته صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، أن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، قدم عرضا للأردن بالسلطة والسيطرة الكاملة على الضفة الغربية في 2018.

حيث استند هذا التقرير إلى جزء من كتاب "ذا درايفر"، الذي كتبه (بيتر بيكر )، كبير مراسلي البيت الأبيض لصحيفة نيويورك تايمز، وسوزان جلاسر من نيويوركر، عن فترة ترامب في البيت الأبيض من 2017 وحتى 2021، والذي يركز على حقبة مهمة مرت بها الولايات المتحدة الأمريكية.

حيث تم تقديم العرض للعاهل الأردني، الملك عبدالله الثاني، في يناير 2018، ولكن لم يكشف التقرير ما إذا كانت إسرائيل على علم بالمقترح الذي قدمه ترامب كما جاء في مشروع الكتاب.

ماذا كان رد جلالة الملك عبدالله الثاني:
جاء من خلال الكتاب أن ملك الأردن كشف في حديث له مع صديق أمريكي: "اعتقدت أنني أصبت بنوبة قلبية" عندما قدم الرئيس السابق للولايات المتحدة دونالد ترامب عرضه "لم أستطع التنفس، ملت بنفسي إلى الأمام"، كان ترامب يعتقد، كما جاء في الكتاب، أنه "يقدم خدمة لملك الأردن".

وفي ذات السياق فإن الشعب الفلسطيني أسقط المؤامرة الأمريكية في عهد "دونالد ترامب " - المتجسدة في استراتيجية ( صفقة القرن الأمريكية ) لحل الصراع بشكل تخدم الأمن والرؤية الإسرائيلية وتصفية القضية الفلسطينية، وتجريد أسس السلام العادل والشرعة الدولية من مضامينها الهادفة لإنجاز قيام الدولة الفلسطينية بإنهاء الإحتلال، وحصرها بالأفق الاقتصادي فقط ونرفق بذلك نموذج مؤتمر البحرين.

وتوطئة لذلك أيضاً صدر قرار نقل السفارة الأميركية إلى القدس المحتلة يوم 8 نوفمبر/تشرين الثاني 1995، وحمل اسم "تشريع سفارة القدس 1995″، وفي 6 ديسمبر/كانون الأول 2017 أعلن الرئيس ترامب أن القدس، بشقيها الشرقي والغربي، عاصمة لإسرائيل، وفي 14 مايو/أيار افتتح مبنى مؤقت صغير للسفارة الأميركية داخل المبنى الذي يضم القنصلية الأميركية الموجودة بالفعل في القدس، على أن يتم في وقت لاحق تأسيس موقع كبير آخر مع نقل باقي السفارة من تل أبيب.

ومما تجدر الإشارة إليه فإن السياسات الأمريكية المتعاقبة تشترك في سياسة دعم الإحتلال الصهيوني، إلا أن المجتمع الدولي بدأ تدريجياً في دعم الرواية الفلسطينية من خلال:
*أولاً: الاعتراف بدولة فلسطينية في الأمم المتحدة بصفة عضو مراقب.
*ثانياً: الموافقة الدولية على انضمام فلسطين لكافة الاتفاقيات والمعاهدات والمنظمات الدولية.
 
لذا فإن الشعب الفلسطيني يملك قراره الحصري في رسم مستقبله السياسي وبناء أنظمته المختلفه سبيلاً لإنجاز الدولة الفلسطينية وعاصمته القدس.