ظلال
تاريخ النشر : 2022-10-03
ظلال

بقلم: محمود حسونة أبو فيصل

1 )
ظلال…

في منتصف المسافة
بعيونٓ سكرى…علقنا
أرواحنا مَنْ تتكلم الآن!
نداءات بعیدة لها

تمنح بعضها وعودًا
على طول اللّيالي…
بها تحتفل!
تقنعها بالانتظار

تِباعًا…تموت عذراء
قبيل المفاجأة !
هل أقسمت ألّا تصل؟

أهذا ما يصنع جماله
يجعل حكايته مشوّقة
أهذا یغذّي الأمل أم يقتله؟

لست وحدك ولست معها!
أنت بين ضبابٍ وضباب
يتلاشى ببطءٍ ثمّ يمتلئ!

لا تختر الصّمت
نادي…
كأنّك في ٱخر ليلة!

أينك؟

2 )
اللّيلة...

في اللّيلة التي وعدتني أن ألقاها، في اللّيلة الطّويلة جدً!
أمامي ثلاثة كؤوسٍ فارغة...
ناديتها باسمها أكثر من مرّة... لم تكن هنا!
من أين جاءت هذه الكؤوس؟!

لم يبقَ في المكان غيري ونادل بوضوحٍ أسمع شخيره!
افترش كرسيّا ونام!!

أنا وأمامي ثلاثة كؤوس فارغة، وصورة لها أمامي تتدلّى
وقطرات ماءٍ تنقط ببطءٍ فوق رأسي

أزيح الكؤوس... أخطو فوق زجاج يتكسّر
أُلقي معطفًا فوق النادل!
أغادر هذه اللّيلة الطّويلة جدّا!
الباردة جدًا!

3 )

تفقدّنا الجثث...

لكنّ الحظ لم يفته
للشيطان أطيافٌ!

الرّيح داخليةٌ
تحوم تائهة
تعصف في ناحية دنيا
خانتها عيناها!

الجسم فم غريبٌ
فوهةّ مغطّاة
مشقوقٌ من أسفل إلى الأيسر!
تعانقَ المرض معه
شيئًا عزيزًا ... صار!

الجثّة في دهليز عالٍ... مشوّشة!
هل ماتت أكثر؟
عليها خاتم كيدٍ واهن... ٱلمها!
بحاجة إلى نفرٍ غليظٍ من الحرس!

الوجه مصلوب
ملوّث بالوشم
كم ذنبًا قارف!

لماذا أنت متجهم؟!
أنت... لست هنا!
موزّع... لكنْ في ناحيةٍ واحدة!

كل شيءٍ انتهى
الساقان في الأعلى!
عليها خوذةٌ من فولاذ
وصولجانِ بين إصبعين!

ما جواب الملك الصّغير؟
حاجتي ملحّة لتجديد البيعة!!

4 )
★على عجلٍ…
أغاني الطّير تعرفنا
تعلن حضورنا من أوّل الصّبح
مِن قلبها تستلّ لنا الأغاني
بنا طارت…
إلى أماكنها العالية

★لا مواعيد!
كل الأوقات…لك
في قلبه أنت دائمًا
هل تسمعين صمته؟
كلماته استكانت
مُتعبٌ… قلبها!

★غريبٌ هذا الحب يبدو!
لماذا نُشعره بالبرد !
أحيانا يرتدي معاطف سوداء
الٱن… له يستدعيني
يعاتبني: لمن تحتفظ بك؟

★لم يجتز أولى البساتين
أربكه هذا العطر
من تلالك البعيدة…هاجمه !
قلبه… لم يعد حرًا !
عطرك مَنْ استنشقه

★في هذا اللّيل
عودة النّهار…
خبرٌ مؤكد
لكنّه في انتظار
أن نبحث عنه!

5 )
يا ليلها

شمسي أمامك ..
نهارًا… أشجاري تنمو
طيوري الٱن تأوي إليها
هل تعرف لماذا هاجرت ؟

افتحها…
يداك مبللة !
هل بقي من طيوري أحدٌ ؟
دعها تصدٌق أنّها تحلم

رفقًا بها …
في أوقات غضبك!
قصيرةٌ ظنّت زيارتها
انتظارها ينزف

6 )
ربما أنا !!
كل صباح كنت تناديني
تعال نغازل الألوان !
في المساء نحظى بمذاقٍ ٱخر!
في أحلام اللّيالي… نطير!

لماذا الٱن أقف حائرًا
أخشى أنْ أكتب لك؟!

تراقبني ذكريات يُثقلها الألم
تجعل عيناي تنغلق
وقلبي يجفل!

ذكريات تهدّدني
تحشرني في عينيها
تدق عظامي!

على كتفي تُلقي رأسها
ثمّ تتسلل داخلي … تترنح
لا أريد أن يكون نومك هادئًا!

ذكرياتٌ لها حضور
يوقظ التّعب!
بقسوة شتمتني !
كانت ثملة!!
بها الٱن لا يعترف

دعها تمر أيّها اللّيل
ربما أزعجها… أنا !
ربما أنا من كنت ثملًا !

7 )
مُصاب

لتخفيف آلامه أشارت عليه أن يرتمي في ركنٍ على بلاطٍ بارد…. أنت تشعر بلطخة في رأسك!
لا تكلٌم أحدًا، لا تتقلّب، لا تهشّ الذّباب عنك، خذ نفسًا عميقًا واكتمه… ضع السّبابة على شفتيك، والإبهام تحت ذقنك ارفعها ابتلع ريقك مرتين...
ثمّ ارتشف ثلاث قطرات ماءٍ فقط، أخرج لسانك، وعضّ عليه
لا تنهض ! ابق لساعتين هكذا!
ثمّقل ما تشاء، اصرخ بأعلى صوتك، لكن إيّاك والشّتيمة
لا تشتم أحدًا، كرّر ذلك لستة أيامٍ أو لسبعة متتالية
أنا أراقبك
لا تبتئس!

8 )
ذات مرات...

مرّة رسمت سلمًا على جدار الفضاء … حاولت الصّعود عليه كنت أتشوّق أن ألمس سقف السّماء... لكنّي سقطُّ!!
نظّفت زجاج النّافذة؛ تأمّلت بوضوحٍ غيمات بيضاء معلّقة في السّماء … لماذا لم تسقط مثلي؟!

★★★
كنت وحدي بقاربٍ صغيرٍ في منتصف البحر… السّماء فوقي بحرٌ... وبحرٌ ٱخر تحتي !! في نفق أنا بين بحرين!! قلبت قاربي لأجرّب العوم على بحر السّماء!! غطس المركب وكدتّ أنْ أغرق في بحر السّماء!!

★★★
كنت أظنّ وأنا صغير أن أبي أقوى رجل في العالم… وحين مات أبي وأنا صغير، عرفت أن هناك مَنْ قتله!! بقيت أبحث عن قاتل أبي ...أتخيّل ملامحه!أرسمه على ورق… حين عرضت الورق على معلمة الرّسم، سألتني: ما هذا؟!
أجبتها: هذا قاتل أبي!! هذا… شهقت المعلمة وأغلقت بكفّها فمي!!

★★★
ثمّة شجرة عجيبة غرسها أبي، تطرح ليمونًا وبرتقالًا!!
كلما عطشتْ كنت أسقيها ...فيرتوي أبي وأنا والشّجرة!
سألت أّبي عن هذا السّحر!! كيف تطرح برتقالًا وليمونًا معًا شرح لي بالتّفصيل…غرست شجرة تشبه شجرة أبي، وحاولت معها مرّات لتفعل مثل شجرة أبي، دون جدوى…
ثمة من له شأن ٱخر! تهديك السّهم والقوس لكنّ الإصابة ليست لك!

★★★
فكّرنا مرّة بقطعها؛ ليتّسع بيتنا … جاءني أبي في المنام… حذّرني...والله لو أنّ أحدا مسّها مسّا؛ لجرح قلبي… شجرة أبي مازالت ملتصقةً بعتبة الدّار… أرى فيها ملامحه… كل صباحٍ تعطّر الحارة بعبق اللّيمون والبرتقال!! تعشش فيها جمامة بنيّة تشبه لون أبي، ولون طين بلادي!