إلّا عينيها
تاريخ النشر : 2022-10-01
إلّا عينيها

بقلم: محمود حسونة أبو فيصل

1 )
ربما أنا!!
كل صباح كنت تناديني
تعال نغازل الألوان!
في المساء نحظى بمذاقٍ ٱخر!
في أحلام اللّيالي… نطير!

لماذا الٱن أقف حائرًا
أخشى أن أكتب لك؟!

تراقبني ذكريات يُثقلها الألم
تجعل عيناي تنغلق
وقلبي يجفل!

ذكريات تهدّدني
تحشرني في عينيها
تدقّ عظامي!

على كتفي تلقي رأسها
ثمّ تتسلّل داخلي … تترنّح
لا أريد أن يكون نومك هادئًا !

ذكريات لها حضور
يوقظ التّعب!
بقسوة شتمتني !
كانت ثملة!!
بها الٱن لا يعترف

دعها تمرّ أيّها الليل
ربما أُزعجها… أنا !
ربما أنا من كنت ثملًا !

2 )
يا ليلها !

شمسي أمامك...
نهارًا… أشجاري تنمو !
طيوري الٱن تأوي إليها
هل تعرف لماذا هاجرت ؟

افتحها…
يداك مبلّلة بالعرق!
هل بقي من طيوري أحدٌ ؟
دعها تصدٌق أنها تحلم!

رفقًا بها …
في أوقات غضبك!
قصيرة ظنّت زيارتها
انتظارها ينزف!

3 )
في هذا اللّيل
عودة النّهار…
خبرٌ مؤكد !
لكنّه في انتظار
أن نبحث عنه!

4 )
مُصاب…

لتخفيف آلامه أشارت عليه أن يرتمي في ركنٍ على بلاطٍ بارد….
أنت تشعر بلطخةٍ في رأسك!
لا تكلّم أحدًا، لا تتقلّب، لا تهشَ الذّباب عنك، خُذ نفسًا عميقًا واكتمه…
ضع السّبّابة على شفتيك، والإبهام تحت ذقنك وارفعها...
ابتلع ريقك مرتين...
ثمّ ارتشف ثلاث قطرات ماءٍ فقط، أَخرج لسانك، وعضّ عليه! لا تنهض ابقَ لساعتين هكذا !!
ثمّ قُل ما تشاء، اصرخ بأعلى صوتك، لكنْ إياك والشّتيمة
لا تشتم أحدًا، كرّر ذلك لستة أيامٍ أو لسبعة متتالية!
أنا أراقبك...
لا تبتئس !

5 )
على قفاك مكتوبٌ!
اشرب هذا الكأس…
اشرب يا وغد نخب انتصارك!
ماذا منك ننشد؟
ماذا سنربح؟
متأصلة ندوبك !
في رأسك الماء جفّ!
سيبلغ الأمر بنهايةٍ مضحكة
يقطع أثرك…
بخلافٍ سيقطع !
لك علامة فارقة
سيُعثر عليك
اشرب يا وغد
اشرب...
هذا كأسك

6 )
تذكَرة ...

★ قادمٌ من اللّيل … هذا قولٌ!
يأكل قلبه… هذا قولٌ ٱخر!
حدث ذلك بسرعةٍ… هذا قولِ أخير!!

★ دائمًا بكماء ! تأتيه ملتبسة…
الحماقة أضاعت عنه أسماءها!
ربّما في اللّيل لها طرقًا أخرى!

★ وَيحكم.. أريحوه لا يطيق أمرنا !
أمرًا كهذا...احتقاره واضح…
بثوبٍ مزخرف يلتبسه!
لا أحدًا يسأله ما معنى هذا؟

★ يمكن السّماح لك بالحضور…
بصورٍ أكثر إبهامًا
دون علامات واضحة !
سيأخذونك سبيّة …
لو كنت متخفيًّا…تدّعي العرج !!

★ حين تُنصبُ الفخاخ …غنائم للصقور تبقى العصافير المحلّقة النّاجية من حوادث الحبّ والحرب !

★ عجبًا حتى عُمير يشمت ! منتبه الإحساس
جهرًا يشمت! اعتمد على شقائه!
من غرائب صنعه…في المظهر يبدو عاديًّا…
إلّا الدّنِيّة ما أخذ… سواءٌعنده… متبلد!
ويقول نعم!

★ الشّجرة: الوقوف حياتي… لن أتذمّر!
أُمد الفيء… أزجر عنه الوجوه الممزّقة!
أجلب الغيم ...
أكلّم الجبل !

★ هذه ليست وردةً! هذى صورة الوردة
أين الوردة يا وفا؟
َمنْ أضاعها...
يا وفا؟!

7 )
غُربة…
يا ليلها…
في طيّاتك قمرٌ
لماذا عنّا تخبّئه ؟

أم هذه نارٌ ؟
تبـًا لي
كم أحببتها…

تبًا لها
كم تدفّئنا !

8 )

كنت صلدًا!

هل سمّيتها؟!
عن اسمها لا تسأل !
المصادفة.. لا تُفصح
لا تلتفت لأحدٍ
على نحو عادي تتبدّل
لا تنبهنا كيف !؟
لا تكترث!
وقت الانتباه…تراهن على الجياد الخاسرة !

ليس لها أوقاتٌ إلّا لها !
تغتنم السّأم…
تنزع منه الصّواعق
تشرب الماء المهمل!
وتشقّ رأس الأمكنة الشّاغرة

جديدٌِ… كلّ ما تجيء به
مِن منعطفٍ إلى آخر
كل كأسٌ له نشوة
ونظنّ أنّه يتكرّر !

لا تنتظر
فورًا !
تُدفّئ… برودة ما لا نعرفه
لها يهمس سرًا !

هل لديك ما يُجمّلني !
لحظة خوفٍ واحدة تفاجئني !
بالصّهيل نتمزّق
تفقأ لي عينًا وأفقأ لها عينيها

هل لديك
ما يحيّرني في الحبِّ
لا يدلّني كيف
أقرأ عينين عسليتين
الٱن أمامي !
في يقظتي مستغرقة!

هل لديك
موتًا يواجهني عينًا بعينٍ
ألقّنه بعض الوصايا!
أشبك بأصابعه أصابعي
أرتبك …كيف بشماتةٍ يبتسم
قبل أنْ نتلاشى سويـًا

هل لديكِ في الحال ماءً مثلجًا ؟
على غفلةٍ يدفعني إليه

من طبقاتي المتّسخة
ينظفني !!

9 )
مرٱة...

أيّها اللّيل اِعزف الٱن لي أغنيةً
أريد أن أعرف أنّك وصلت متأخرًا
أنّك لم تكن هنا !
ليس منك هذا التّعب!

أيداك هذه من تعزف ؟!
السّواد … قبّحها
ألقي عنها القفازات
دعني أتذكّر حقيقة عينيك
ولتسقط أعينهم جميعا!!

إلُا عينيها

10 )
لسبعة أيامٍ متتالية
اختفت الطّيور من سمائه!
وعدته...
قالت أنّها ستعود!
لماذا...
للآن لم تعد ؟!
لأجلك رحلت !
تركت قلوبنا مشاعًا
للأحزان!
للهواجس…