ممارسة التحريض وخطاب الكراهية الإسرائيلي
تاريخ النشر : 2022-09-27
ممارسة التحريض وخطاب الكراهية الإسرائيلي
سري القدوة


ممارسة التحريض وخطاب الكراهية الإسرائيلي

بقلم: سري القدوة

ما يمارسه قادة الاحتلال من حملات تحريضية ممنهجة ضد النضال الوطني الفلسطيني وتلك الحملات الاعلامية التي تمارسها وزارة الخارجية الاسرائيلية، ما هي الا جزء لا يتجزأ من حملات التشويه والكذب التي يطلقها قادة الاحتلال واستخدامهم للمصطلحات التي تشوه الشعب الفلسطيني وهويته الوطنية، وتستهدف بشكل أساسي المس بنضاله من أجل نيل حريته وتقرير مصيره.

تلك الهجمة الشرسة وغير المبررة من قبل بعض وسائل الإعلام التي تتعاطى مع حملات التحريض الإسرائيلية وخاصة بعض القنوات الإعلامية العربية وتساوقها في نقل رواية الاحتلال، هي هجمة مستغربة تستهدف النيل من الحقوق التاريخية للشعب الفلسطيني الذي يواجه اعتى احتلال عرفه العالم، بالإضافة إلى تعد سرقة وتزوير للوقائع التاريخية الخاصة باحتلال فلسطين، وخاصة في ظل استمرار الصراع العربي الاسرائيلي ومحاولات الاحتلال وسعيه الدائم لمنع قيام الدولة الفلسطينية وتحريضه المستمر بعدم اعتراف العالم بدولة فلسطين وإعلانه عن مخططاته الهادفة إلى ضم الضفة الغربية، وبهذا يسعى القائمين على هذا العمل إلى تشويه الوقائع التاريخية وتغير ما حدث من ظلم وترحيل وتشريد للشعب الفلسطيني وقلب الحقائق وتزويرها لخدمة المشروع الاستعماري الاستيطاني القائم في فلسطين المحتلة.

وبكل المقاييس تشكل حملات التحريض الإسرائيلية التي يشرف عليها خبراء في الإعلام الأمني بمساعدة شبكات التواصل الاجتماعي، والتي تعمل على تقيد المحتوى الفلسطيني وتساعد في نشر ما يتم بثه إسرائيلياً عبر وسائل الإعلام الرقمي على تزوير التاريخ واستهداف قيم النضال الوطني الفلسطيني وتشويه صورة الشعب الفلسطيني وتاريخه ونضاله وحقوقه التاريخية في فلسطين، لإجهاض الموقف العربي والدولي الداعم للنضال الفلسطيني ضمن طبيعة الصراع العربي الاسرائيلي القائمة على الارض والمعروفة للجميع.

فلسطين هي جزء لا يتجزأ من هذا التاريخ العربي الأصيل والحضارة العربية والإسلامية التي تمتلك المقومات في بعدها العربي والإسلامي والمسيحي والإنساني، وتشكل نموذجاً للبشرية أجمع ولا تنتظر تلك الممارسات القائمة على التزوير والسلوك الشاذ وقلب الحقائق، وفلسطين كانت وستظل عربية اسلامية اصيلة، وإن واقع الاحتلال الغاصب هو قوة محتلة قتلت وهجرت شعب بأكمله من أرضه واغتصبت حقوقه، وإن أي شكل من أشكال التزوير أو التعاطي مع روايات الاحتلال مرفوضة على المستوى الفلسطيني والعربي والدولي.

في ظل تلك المؤامرات نستغرب خروج بعض وسائل الإعلام الدولية ومنها العربية، وتبنيها روايات الاحتلال والتي تعمل على التشيك بالقدرات العربية وتفكيك الوعي العربي بالترويج للرواية الإسرائيلية حول أصل الصراع العربي الاسرائيلي والخلفيات التاريخية لهذا الصراع، متناسين تلك المؤامرات والوعود التي وفرت للحركة الصهيونية تنفيذ أطماعها ومخططاتها في فلسطين على حساب الشعب العربي الفلسطيني وتاريخه وأحقيته في فلسطين.

ومهما استمرت حملات الإثارة والتشكيك في الحقوق التاريخية للشعب الفلسطيني لا يمكن أن تنال من قوة المشهد ووضوح الموقف الفلسطيني على المستوى الدولي، والتشكيك في حقيقة الصراع واحتلال الأرض الفلسطينية ليس له أي مبرر ومن يسعى ويتبنى الحل السياسي وينادي بتطبيق حل الدولتين عليه تقديم الاعتذار للشعب الفلسطيني ورفض الاحتلال القائم وممارساته وعدوانه، فهذا أقل واجب ممكن القيام به وما تمارسه وسائل الإعلام من تشويه مصيره الاندثار والسقوط نحو الهاوية لان الشعوب العربية شعوب أصيلة لا تقبل أبداً بالتبعية ولا استبدال القيم والمواقف التاريخية، ولن تستسلم أمام من لا يمتلكون الحضارة ولا التاريخ والخارجين عن الاجماع الدولي والقومي والوطني العربي.