جول السامري.. وموسى العراق
تاريخ النشر : 2022-09-27
جول السامري.. وموسى العراق


جول السامري.. وموسى العراق

بقلم: علي دجن

كلنا نعلم أن السامري استغل فرصة الاسحواذ على قيادة الأمة بعد ذهاب موسى و تنحية هارون من موقعه القيادي، وكان السامري داهية في كيفية إقناع الذين آمنوا برب موسى و جعل لهم العجل وكيفه وهيئه  قال لهم هذا ربكم فأعبدوه، وعبدته قلوب القوم قبل عقولهم، لو كانوا آمنوا بموسى بعقولهم لم استطاع السامري أن يغشهم.

سامري العراق بل كم سامري لدينا في العراق وكم موسى لدينا، لدينا سامريون كثيرون و لدينا موسى واحد وكل يوم نتهمه بالسكوت ونتهمه بعدم الحديث ونتهمه باللا مبالاة، لكن موسى زماننا كان في كل مرحلة يعطينا نبذة وتوجيه لمواجهة الأزمات التي تحيط بنا، حيث مرت علينا خمسة دورات انتخابية وكان في كل دورة يقول لا تنتخبوا إلا من ترونه صالحاً مع نفسه ومع الله، لكننا نذهب مع السامري وننتخب ما يراه سامريو العراق من عجولهم السمينة الفارغة.

نذهب في كل دورة انتخابية خلف سامريون العراق وعجولهم، يجلبون لنا عجل سمين له خوار سياسي، يطلق خواره علينا نصدقه ويوجهنا السامري على عبادته انتخابياً فنعبده، وبعدها نبقى أربع سنوات تائهين في برلمان العراق كيف ينتهي من أجل أن نعود إلى وصية موسى و نلتزم بها ونخذله من جديد.

موسى العراق قد عجز منا وأغلب أبوابه بوجه السامريين، ودعى أهل العقول لحمل الفأس لتدمير العجول لكن بطريقة مخاطبة العقول وتذكيرها وتوجيهها، لا من خلال إراقة الدماء وازهاق الأرواح، وعلى العراقيين أن ينظروا إلى حديث موسى وتوجيهه، حتى لا يتم غشهم بعجل آخر مزخرش ومجلل بالذهب.

السلام على موسى العراق ولعن الله عجول السامريين الذين لم يجعلوا للعراق حرمة.