الْكُوفِيَّة حِكَايَة شُعَب
تاريخ النشر : 2022-09-25
الْكُوفِيَّة حِكَايَة شُعَب
أ. خَالِد الزَّبُون


الْكُوفِيَّة حِكَايَة شُعَب

بقلم: أ. خَالِد الزَّبُون - كَاتِب فِلَسْطِينِي


بلونها الْأَبْيَضِ وَالْأَسْوَدِ ذَات الأَسْلاك الشَّائِكَة ورمزيتها
الرَّاسِخَةَ فِي الْأَذْهَانِ وَفِي تَارِيخِ النِّضَال الوَطَنِيّ
الْفِلَسْطِينِيّ حَيْث أَعْلَنْت قِيادَة الثَّوْرَة عَام ١٩٣٦ خَلَع
الطَّرْبُوش وَلَبِس الْكُوفِيَّة عُنْوَانًا للثورة والثوار وَالْتِزَام
الشَّعْبُ العَرَبِيُّ الْفِلَسْطِينِيّ فِي اعتمارها فِي الْمُدُنِ وَالقُرَى
والارياف وَقَد شَكْل اِعْتِلاء الرَّئِيس الرَّاحِل يَاسِر عَرَفَاتٍ فِي
عَامٍ ١٩٧٤ مِنَصَّة الأُمَمُ الْمُتَّحِدَةُ بكوفيته لِتُصْبِح رَمْزًا
للمقاومة الفِلَسْطِينِيَّة وَلَمْ يَظْهَرْ فِي مُنَاسَبَةٌ سِيَاسِيَّةٍ
أَوْ شَعْبِيَّةٌ ، دَوْلِيَّة أَوْ عَرَبِيَّةً إلَّا وَهُوَ يرتديها وَقَد
اكْتَسَبَت شَهَرَة عالَمِيَّة مِنْ خِلَالِ ارْتِدَاء الفدائيين
الفِلَسْطِينيِّين لَهَا حَيْثُ أَصْبَحْت شُهْرَتِهَا تَتَجَاوَز الْحُدُودِ
مِنْ خِلَالِ مسيرات التَّضَامُن مَع النِّضَال الوَطَنِيّ الْفِلَسْطِينِيّ
مِنْ خِلَالِ اعتمارها طَرِيقًا لِلْحُرِّيَّة حَيْث يَحْرِص أَحْرَارٌ
الْعَالِمِ عَلَى ارتدائها ، وَيَكْفِي الْفِلَسْطِينِيّ أَنْ يَعْرِفَ فِي
كُلِّ أَرْجاءِ الْمَعْمورَةِ مِنْ خِلَالِ توشحه بِهَا، فالكوفية إِيقُونَة
شُعَب يَنْتَفِض وَرَمَز الكِفَاح ولثام الْأَحْرَار وَكُفِّن الشُّهَدَاء
تَعِيش مَعَهُم وَيَعِيشُون مَعَهَا..