عَشرِيةُ الشام
تاريخ النشر : 2022-09-22
عَشرِيةُ الشامِ

شعر: خالد القيسي

هـٰذي دِمشقُ وفِيها الحقُّ كالـشَـمسٕ
بِـنـْتُ الأوابِـدِ ذَاتِ السّيفِ والــدّرسِ

مِـنها اللُغاتُ بِـنورِ الحَـقِ مُذ نَـطَـقَـتْ
فيـها العّـطاءٍ بِـحُـرِّ المـَالِ والنٓفـْـسِ

سٓلوا حٓـلٓـبـَاّ عٓـنِ الفَيـحَـاءٓ تُنْبِـؤُكُم
سَلِ الشَواهِدٓ فِي حٓـوْرَانٓ عٓنْ أمسِ

بلقيسُ عشقيَّ و كٓم دانٓـتْ لٓـهـا دُوٓلٌ
قٓبْــلٓ المٓـمالـكِ والأذنـابِ والنُـحْـسِِ

أُمُ المـآذٍنٍ والأجراسِ مــا وهٓــنٓـتْ
رغم الغُزاةُ وغٓدر الـحَـاقـِدِ الجِبْـسٍ

فيها العُلومُ ومَتنُ الطُهرِ في بَرَدى
كما الفراتُ وَبَيـتُ اللّهِ في القُـدسِ

سيفُ الشآم ِعَلى الهُـلاك ِ نـشـرعُهُ
والياسَمينُ على الأحبابِ فِي الأُنسِ

عَشرِيةُ النار في الأرجاء أضـرمَـها دُبٌ
وَضيعٌ يَبــيعُ الكَــونَ بالـفِـلـسِ

شَـد َّ الرِّحالَ يَظُـنُ الـمَـالَ يَرفَـعُـه ُ
باع العِبادَ بُسعرٍ خائبٍ بَخْـسٍ

صَوتُ العُروبـةِ مَـا زلــنا نُجَلْـجِلَـهُ
بِلفُورُ سُحقاً ومِنكَ الوَعدُ بالخِـسِ

تأبى البِلاد ُ أمِــنْ باريـسَ يَـحْـكُـمُها؟
ذاتُ الخواجا بذات النصبِ والدلْـسِ

صُـهيـونُ يـَرفَعُ في الأمصار قيصرَهُ
والغَربُ يُحصي الأنفاسَ في حَبـسِي

لِـسانُ حـالٍ كَــــأنَّ الـحَـقَّ مَـنــطِـقُـهُ
وَفي القُلوبِ فَحيـحُ الأرقطِ المَـلْـسِ
ً
حُــدُودُ وَهـْـــمٍ و. الأسلاكُ زائـلةٌ
أيــنَ الـطُغَاةُ وأيــنَ الــظَّالِــمِ الهَلْـسِ

تَبقى الشآمُ عَلى الغُـزَاةِ عَصِــيَــةً
عَــدالَةُ اللّـهِ وفيها النَفسُ بالنفْــسِ

أنـا الـفَـيـحـاءُ وللـظُّـلامِ مـقـبــرَتـي
نَحنُ الحُماةُ من قَـيـسٍ ومَـن عَبـسِ

قَدرُ الأعداء أن تلـقى جَـبابـِرةً
إن رَاحَ شِبلٌ انار السَاح َ كالـعُرسِ

تبقى الجُسومُ لهذي الأرضَ تَعمُرَها
والرُوحُ تَنْـثُـرُ رَيـحاناً مِــنَ الرَمْـسِ

إنَّ الأعـمـارَ لُحيــظاتٌ مُـؤرخـةٌ
فيها ذَليلٌ وفــيهـا شامــخُ الــراْسِ

ما يَقْصُـرُ العُـمْـرُ لو عِـشــنا بمـَلحَـمةٍ
بعضُ المَماتِ سُكونُ المَرْءِ بالنُكْسِ

بَابُ السَــمـــاءِ شَـامـيٌّ بِِــمَـــدْرَجِه
مسرى النبيِّ وساحِ المَجدِ والعَوْسِ

وَعــدٌ لـغـزَةَ في بَـيٍّـسانَ مـَوعِدُنا
مـنا الوفــاءُ وفــيـنا شِـدَّةُ البـأسِ

إن الكيانَ ومن أضْـحى بكذبتِـه ِ
يََومُ اللقاءِ وكلُّ الإفـكِ للكَـنْْــسِ

أيـن الأُلي مِـن فـيـنيـقِ مـشـرقِنـا
إنّا الحقيقةُ وما نخشى من الطَمْسِ

في زَهْوَةِ العُمْرِ بعنا اللهَ اَنْفُسَـنا
وفي الجِنانِ وُرُودُ المَاءِ بالخَمْسِ

فيها الكِرامُ بنهر الشهد ِ مَوردُها
حَيثُ العدالةِ بين العُرْبِ والفُرْسِ

من قبل أن يعرف التاريخُ خربشةً
كُــنـا مع الله والأوطـان كـَالتُـرسِ

لا غَروَّ في ماخِراتِ البَحرِ تَعرِفُني
إني المنارةُ ذاتُ الهَديِّ في الطَلْسِ

ما تَعْجَبَنَّ من رواسي الشرق تعشقني
وفِيَّ النِبْلُ ذاتُ الحدِّ في القوْسِ

إذا بنا في دَياجِرِ هذا الكون سيرَتَها
منا الدِماء ومنها الجذر ذي الغَرْسِ

حتى غدونا نخيلا ما به خَطَلٌ
بفكرنا دررٌ وفي آياتها النَطْسِ

الحِرس: الدهر أو الزمان