رثاء الشاعر عبد الكريم خلف الحمصي
تاريخ النشر : 2022-09-20
رثاء الشاعر عبد الكريم خلف الحمصي 

بقلم: حسين علي الهنداوي

بناء على طلب بعض الإخوة محبي الشاعر عبد الكريم خلف الحمصي أعيد نشر قصيدة رثاء لمقامه الطيب الشاعر والكاتب والأديب الأستاد -عبد الكريم خلف الحمصي- ذلك الاسم الذي إذا ما ذكرته ترتبك كلمات المديح وتقف حروف القصائد وقوافيها على أهبة الاستعداد، وتنحني المقالات والقصص، وترتجف المسارح والمنصات، هو صاحب الصوت الجهوري والنبرة الرنانة.

ولد الشاعر في مدينة درعا (البلد ) سنة ١٩٥٠م، درس الابتدائية في مدرسة (الطائي) الأولى والإعدادية في( مدرسة المتنبي ) درس الثانوية في ( مدرسة أبي تمام )، حاز على الشهادة الثانوية بتفوق درس الآداب العامة ولم يكمل لأسباب مادية، ثم درس معهد التربية الفنية ( دبلوم متوسط في التربية الفنية) مارس وظيفة التدريس لعدة سنوات في قرى درعا، وقد عُرِف بشغفه بالبحث والتعلم وتعلقه بالقراءة، شغلته الكتابة أسرته الحروف صادق الكراسات والأقلام صاحب الفن والأدب.

تفرد عن أقرانه بتفسير القرآن الكريم، وقد عُرف الشاعر بتعلقه بالقرآن فقد حفظه في عمر صغير، حفظ القرآن بأرقام الصفحات والآيات بطريقة عبقرية، ألف (الخطة الذهنية لحفظ أسماء سور القران الكريم).

تميز بتجويده الفريد، وتلاوته المتميزة، وله في ذلك مجلد ضخم يزيد عن 1000 صفحة، وهو (التفسير الأدبي للقران العربي)، استغرق في كتابته وتدقيقه مايقارب العشر سنوات، مقدمة التفسير تزيد عن 200 صفحة، وهو طباعه دار الخطيب بدمشق.

وله كتاب ( صور من سور القرآن ) _ طبع في دار الفكر بدمشق
قام بتسجيل حلقات رمضانية طوال شهر رمضان المبارك لسنة (٢٠١٩-٢٠٢٠)، كتب ما يزيد عن خمسة عشر ديواناً شعرياً لُقِبَ بِ( شاعر الجيلين) و( شاعر اليرموك)

خط القصيدة فأبدع رسم القوافي فأذهل من دواوينه الشعرية:
١- ألحان من اليرموك
٢-أسراب الشذى وهديل الغمام
٣-الغامدية
٤-دقات قلب على أبواب السماء
٥- أغاريد لعصافير الجنة ( كتاب أطفال من جزئين )
٦-بطولة من نوع أخر
٧-بصمة الشيطان
٩-آخر الفرسان
١٠- مذكرات عبد الكريم الحمصي ٢٠١٨ ( مقالات وخواطر )
١١- نمنمات على جدار الهوى

ترك بصمة بماء من ذهب في مجال الشعر النبطي فهو أول من كتب الشعر النبطي في حوران تغنى بأرضها وسهولها مجد تاريخها دافع عن تراثها له في ذلك عشرات القصائد ،والكثير من الكتب نذكر منها:
١- -( التراث الشعبي الحوراني ) وهو كتاب نثري، جمع فيه الكاتب كل ما يخص التراث الحوراني زوده برسومات فنية أبدعها بيديه ( وهو قيد الطباعة )
٢-الشعر النبطي في حوران (كتاب مشترك)
٣-كتابان مشتركان مع الفنان الشعبي ( أحمد الحاج علي )
٤_في دوحة الأدب ( كتاب مشترك)
_له مشاركات عديدة في موتمرات شعرية وندوات ثقافية في كل من ( الكويت - الأردن _ لبنان _ مصر _تركيا ) حج بيت الله الحرام سنة (١٩٨٦)
_هو أحد شعراء الموسوعة الشعرية في الجزائر للأديبة (فاطمة بو هريكة )
_و أحد شعراء ( معجم البابطين للشعراء العرب المعاصرين )
نال العديد من الجوائز و الشهادات نذكر منها :
١- الجائزة الأولى في كتابة القصة القصيرة من اتحاد الكتاب العرب وقد نشرت في مجلة الفيصل بعنوان ( ليست الأم وحدها الحنون )
٢-الجائزة الأولى في مسابقة الشعر العمودي في المركز الثقافي يإزرع
٣-جائزة الفنون الشعبية بلوحة دعائية عن محو الأمية
٤- الجائزة الثانية على مستوى سوريا في فن المقالة بعنوان (في وادي الزيدي )

_له مناظرات عديدة مع الشاعر السوري وجيه البارودي
كما قام الأستاذ عبد الكريم الحمصي بكتابة أناشيد وأغاني البرنامج التلفزيوني ( ثمرات القلوب ) الذي تم عرضه على القناة الأولى للتلفزيون العربي السوري

كانت له إطلالات مميزة في برنامج ( السهل والجبل )
المرجع الأول لكثير من الشعراء والكتاب ( دقق وصحح العديد من الكتب والقصائد لغيره من الشعراء )
((رسام ))من الطراز الرفيع له العديد من اللوحات الفنية الجميلة والمتنوعة
تزوج من المربية الفاضلة و معلمة الأجيال القديرة ((الأستاذة أمنة طالب الحمصي ))

له من الأبناء ثلاثة ومن البنات ستة
أنشأ مكتبة المتنبي في درعا المحطة
أول خطيب في مسجد ((المنشية )) في مدينة درعا
لم يعمل بالسياسة ولم ينتسب لأحزاب بقي حياديا مستقلاً
هاجر إلى الأردن سنة2013 تاركا قلبه وروحه في ربوع حوران، كتب الكثير من قصائد الشوق والحنين إلى الديار قائلاً:
تركتُ دوحة عمري في مرابعها …………………..وفوق أغصانها عرسُ الحساسينِ
إني تركتُكِ لا كُرها و لا بطراً …………………….لكن قهرتُ فهل واسٍ يواسيني

شاء الله عز وجل أن يفارقنا الأستاذ والأديب عبد الكريم الحمصي(رحمه الله) في الأردن قبل خمسة أشهر بتاريخ ٧-٩-٢٠٢٠، تاركاً وراءه إرثاً عظيماً وتاريخاً مشرفاً.
...

رثاء الشاعر عبد الكريم الحمصي
ورحلت مكسور الجناح محلقاً

بقلم : الشاعر والناقد حسين علي الهنداوي


ما كنت أحسب أن أبث رثائي
في شاعر البلغاء ....والفصحاء
فربيع هذا العيش صار حرائقا
مشبوبة ......بمصارع العظماء
فالدهر كل الدهر غاض بريقه
في لحظة مرهونة........ بالداء
صعقت لفقدك يا رفيق مسيرتي
مهج من الأبرار والحنفاء
وبكت عليك شمائل وفضائل
كنت ... الرفيق لأهلها النجباء
ورحلت مكسور الجناح محلقا
ترجو السلامة في رحى الأنواء
وسموت في ركب الحياة مؤطرا
سبل الحقيقة في ....رؤ ى ووفاء
قدر وما تدري النفوس .....قراره
والمرء يحيا في الدنا...... بقضاء
ناداك صوت الحق ...جئت ملبيا
لندائه................. يا سيد الشعراء
وأتيت ربك .......صادقا متأكدا
مما يكون وراء ...........كل نداء
وقضيت عمرك باحثا عن فكرة
تسمو بقومك في رؤى الهيجاء
يا شاعرا خبر الشقاء بعيشه
يشكو التداني بعد طول تنائي
أنت الذي غنى القصيد ملاحما
في معمع الشعراء .....والهيجاء
سبعون عاما والقصائد تنحني
لصهيل صوتك في سما الجوزاء
يا شاعر اليرموك ......فيم تركتنا
فرحيل مثلك ... موجع البلغاء
قد كان صوتك منشدا ومغردا
آي القصيد........... بأرفع الأسماء
حوران تبكي ..... شيبها وشبابها
نجما سما في ......ساحة الشعراء
هي رحلة كنا جميعا ......نحوها
نرنو إليك برغم مر...... .....الداء