قل لأميرتي النائمة.. يا عروس العوالي
تاريخ النشر : 2022-09-13
قل لأميرتي النائمة.. يا عروس العوالي
د. ياسر الشرافي


قل لأميرتي النائمة.. يا عروس العوالي

بقلم : د. ياسر الشرافي

إلى أجمل الأمهات وأرق الأميرات نكتب... إلى أعظم السيدات وأطيب النساء نتحدث، نترحم على أمهات المؤمنين السابقات، بما قدمن لنا من قلوب تنبع رحمة ومودات، على أن لا نُعيق أو
نغذر بذلك المثل الأعلى والأسمى، من هنا أتحدث عن أمي .. التي فارقتنا في الثالث عشر من أيلول الماضي، حيث من عشقناها بقلوبنا سافرت بعيداً عند أعدل العادلين، لنجدد العهد معها، أن لا نكّن أو نَلين على ما زرعته فينا من محبة وحنان لمن يستحق، والإخلاص والأمان لمن هو أهل لذلك، وصلة الرحم لمحبينك.

ولمن لم يقطع نفسه بيده من تلك الصلة، سوف يكون باب بيتك مفتوح على مصرعيه، كما كان دائمًا لكل فقير  كل من كنُتِ بالماضي حتى بالأمس تعطفي بقلبك وروحك عليه، إلى أن تكتمل التحضيرات في ميلاد مؤسستك العظيمة التي تتشرف بحمل طهر إسمك، و تكون إمتداد لما كنتِ تقومين به في زراعة الخير هنا وهناك، لتتعدى تلك المؤسسة الخيرية الإنتاجية ماهو محلي إلى الإقليمي، حيث أغلق الله علينا باب من أبواب الجنة عند رحيلك.

و لكن فتح أبواب لا تُحصى من الرزق حتى نسير على ذلك الدرب الذي رسمتيه بحروف قلبك وسهر الليالي، وأقسمنا أن نكون مخلصين لك و لفكرتك حتى بعد رحيلك عنا، يشهد الله... أنك كنتِ خير الأمهات البارات بأبنائهن، يشهد الله... أنك أعطيتي لنا كل شيء حتى نكون، يشهد الله ... أنك كنتي من خير المناضلات والأسيرات.

يشهد الله... أنك كنتِ تنامي جائعة حتى نأكل من طهر يديكي.... يشهد الله... أنك كنتِ مثال للشرف والأخلاق و العفة... يشهد الله... أنك أعطيتي لنا من العلم حتى يستر الله علينا دنيا و آخرة... وكنتي الفارسة الأولى في هذا العطاء... يا فارس الفرسان ارفع صوتك... وقل بما لم يُقله من هو من قبلك ...قل لأميرتي النائمة ... ياعروس العوالي.... حين يصبح الأحياء هم الأموات .... والأموات هم الأحياء.

قل لأميرتي النائمة ياعروس العوالي ... عندما يُقابل الإحسان باللا إحسان.... ويكون طريق الحق بيّن و موحش... وهل يستوي أنصاف الرجال بالرجال ؟، إسأل من يسأل... ولا تسأل من لا يسأل.

اسأل رؤى عن أمها... لتذكرنا بالبر ....و كيف يُنال البر من سنامه، إسأل عروس العوالي ساعة الإحتضار... لتسرد لنا حكاية العقوق مع أشباه الرجال.... و لربما همالتهم ذات الفجور حتى الثمالة، أسأل ثم أسأل، هل أنت من أهل البر أو أهل العقوق ؟، فحاسب ثم حاسب، أن من هو أهل للبر مجرم و شرير في عيون من أعاقوا، ونافقوا و خانوا... هنا سكتت عروس العوالي عن الكلام المباح، هل أنت يا بني من هؤلاء أو هؤلاء ؟،
بلا .. نحن من هؤلاء، الذين يسيروا بين خطوات أم حسام والحسام و أبا الحسام.

رحم الله أمي وكل أمهات المؤمنين
السابقات واللاحقات
لكن..
هل أنت أيها القارئ من أهل البر أو أهل لذلك؟