إلى متى سنبقى نتألم؟!
تاريخ النشر : 2022-08-27
بقلم: اسعد محمد العاصي
نحن لا نتحدث عن الألم الجسدي الناتج عن الامراض و المشاكل الجسدية ، بل حديثنا عن الألم النفسي الناتج عنه الأضرار النفسية من (إكتئاب ، قلق ، توتر ، نكد ، ملل و يأس و إحباط .....!) فهو أشد قسوة و أكثر ضراوة من الالام الجسدية، فالآلام الجسدية ممكن السيطرة عليها بالمسكنات أما الآلام النفسية تستنزف طاقاتك و تتعس حياتك و تفشل أهدافك و طموحاتك وترجعك إلى نقطة الصفر أو أدنى من ذلك.
فأصبح العديد من الناس وبشكل يومي و روتيني يشكي و يندب حظه و أصبحت الكلمات المتداولة مثل "الحياة ما إلها طعم" ,"الموت أرحم", " زمن غدار" ، "زهقنا" , " قرفنا" على لسان الكثير من الناس وكأنهم يتباهون و يتفاخرون بها و بدأوا يتوارثوها بل أنها تحولت لعدوى تتنقل من شخص لآخر إلى أن تفشت بين طبقات المجتمع و لا يعلمون أنها أسوء العادات و أقبحها ، تعطي الشعور بالاحباط والكآبة ، وتجلب الهم و الغم و تبعث في النفس النفور و التشاؤم و تسود حالة من البؤس و اليأس بين أفراد المجتمع.
بالإضافة إلى الآثار الجسدية المدمرة من إطفاء نضارة الوجه و تجاعيده و اضطراب في عدد من الهرمونات التي ينجم عنها مرض السكري و ارتفاع ضغط الدم و أمراض القلب و الجهاز الهضمي و خلل في الغدة الدرقية و غيرها بالإضافة إلى الآثار النفسية والتي تؤدي إلى ظهور الامراض العصبية و النفسية من إكتئاب و غيره صعب التعافي منها بسهولة.
فنلاحظ أن الأعراض من عبوس وتكشيرة و نكد تظهر جلية على وجوههم .
الكل يشكي و الكل يتألم والكل منزعج من الحياة حتى وصل الأمر عند بعض الناس بأنه يوصف الحياة بالجحيم ولا تسمع إلا القليل القليل يقول الحمد لله .
الانسان الذي يشكي تنفر منه الناس ولا يشعروه بذلك و يتداولون سيرته في كل مكان من شدة تذمرهم منه ،
فأعجب من هذه الناس الذين يقولون هذه ليست عيشة و لا حياة ، يعني انت بتفكر حالك بالجنة !!! ما هي هيك الحياة ، فيها تعب و شقى و فيها موت ، فيها الم و لكن تختلف من انسان لآخر
فإلى متى سيبقى العبوس و النكد مرسوم على وجوهنا ؟! إلى متى سنبقى نشكي و نتألم و نندب حظنا و نحمل الظروف و الحياة ما نحن فيه؟! أما حان الوقت لنصحو و ننهض و نخرج من حالة التشاؤم و اليأس و الإحباط إلى عالم التفاؤل و الأمل والحياة.
لا تقل الظروف و العيشة و الوضع ، صحيح ظروف بعض الناس صعبة و أوضاعهم سيئة و عندهم من الأحداث و المصائب ما يكفيهم لكن هذا لا يستدعي كل هذا النكد و العبوس على هذه الوجوه التي أحسن الله خلقها.
و لما تقابل اخيك و صديقك و جارك وانت عابس الوجه ، وكل نكد الدنيا على وجهك و لايسمعوا منك أحبابك الا الشكوى و التذمر ؟! أما حان الوقت لننهض من تحت هذا الركام و نزيل الغبار من على أجسادنا و ننتفض لنعيد للحياة رونقها ونبعث الامل في نفوس البشر و نبتعد عن اليأس و التشاؤم و الإحباط .
أما حان الوقت أن نعيد ترتيب شخصياتنا و ندرب أنفسنا على التكيف و التأقلم على الأوضاع و الأحداث ، و نستوعب و نحتوي الجميع ، يعني نفس طويل و صدر واسع و قلب مشبع بالإيمان فيه مخافة الله.
فلنتفائل و نبتسم في وجوه الجميع و نفرحهم و نسعدهم فالابتسامة في وجه أخيك صدقة ، كما ننتقي الكلمات الطيبة كما قال حبيبنا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام ''لتقل خيراً أو لتصمت'' و نجعل الأمل شعارنا ولنتقي الله في أفعالنا و أقوالنا و سلوكياتنا و لنضع مخافة الله بين أعيوننا كما قال الله عز وجل "ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى" .