زيارة الرئيس الفلسطيني لألمانيا.. عنصرية وجبن وابتزاز وقرف
تاريخ النشر : 2022-08-20
زيارة الرئيس الفلسطيني لألمانيا.. عنصرية وجبن وابتزاز وقرف
د. سمير الددا


زيارة الرئيس الفلسطيني لألمانيا..... عنصرية وجبن وابتزاز وقرف

بقلم: د. سمير الددا

في الولايات المتحدة وأوروبا يمكنك التعرض بأريحية للذات الالهية وكل الرسالات والاديان والكتب السماوية وغير السماوية وكل الرسل والانبياء وكل الاولياء والقديسين والصالحين ولرؤساء البلاد ورؤساء الحكومات والوزراء وكل المسؤولين من كبيرهم الى صغيرهم ولن يتعرض لك أحد ولن يمسك سوء ويعتبرون ذلك حرية تعبير تكفلها لك قوانينهم ودساتيرهم.

ولكن ان تتجرأ على التعرض للصهاينة اليهود وانتقاد سياساتهم الاجرامية والعنصرية بحق الشعب الفلسطيني ولو من بعيد, هنا لن تسعفك كل حريات التعبير ولن تجديك نفعاً كافة حقوق الانسان ولاحتى حقوق الجان والحيوان, فهذا يعتبرونه "معاداة للسامية وطعن في المحرقة (الهولوكوست)" او تقليل من شأنها وهذا عندهم شرك أكبر لا يغتفر يخرجك من كل الديانات والملل والمذاهب ويوصمك بالكفر والفجور وعظائم الامور وقد يحاكموك بخرق كافة الدساتير والقوانين والشرائع الدولية وانتهاك جميع القيم والمبادئ الانسانية وغير الانسانية.........!!!!!

بالفعل, اليهود هم الوحيدون فقط دون غيرهم الذي لا يمكن لاي انسان مهما علا شانه ان يتعرض لهم في الدول الغربية او ينتقد أي من تصرفاتهم حتى في حال اقترافهم لاي جريمة او خطيئة او مخالفة, مما يدلل على ان هذه الدول تخشاهم وتحسب لسطوتهم ألف حساب بسبب نفوذهم وسيطرتهم على مفاصل تلك الدول بطريقة او بأخرى.

في هذا السياق تأتي الحملة المسعورة التي شنها اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة واوروبا والكيان الصهيوني المحتل على الرئيس الفلسطيني محمود عباس على خلفية تصريحات ادلى بها في برلين الثلاثاء 16 اغسطس الجاري خلال مؤتمر صحفي مع المستشار الالماني اولاف شولتز الذي من جهته لم يعلق بأي كلمة خلال المؤتمر الصحفي تقديراً منه (على الاغلب) ان التصريح كان عادياً ولم يحمله اكثر مما أحتمل, وان كان بعد ذلك بعدة ساعات وتحت ضغط قوى سياسية خاضعة للإملاءات الصهيونية خرج لينتقد تصريحات الرئيس عباس.....والمستغرب انه بعد عدة ايام من الحدث بالغ الالمان في التصعيد الى حد فتح الشرطة الالمانية الجمعة 20 اغسطس ملفاً جنائياً ضد الرئيس عباس على خلفية التصريحات المشار اليه وكأنه هو من قام بالمحرقة وليسوا هم انفسهم الالمان الذين ابادوا ملايين اليهود وغيرهم من البشر وهم ايضاً وفقاً لمنطق الامور هم المسؤولون عن ما جرى لليهود وهم المسؤولون عن دفع اليهود للهجرة من بلادهم في كافة انحاء اوروبا الى فلسطين تحت وقع المذابح التي قاموا بها ضدهم أي انهم الالمان وفقاً لهذا الواقع الاليم هم مسؤولون (الى حد كبير) الى جانب الصهاينة بالطبع عن مأساة الشعب الفلسطيني وتهجيره والمذابح التي قام بها الصهاينة ضد الفلسطينيين وتشريدهم من ارضهم ونهب بيوتهم ومدنهم وقراهم ليسكنها اليهود الهاربون من قمع الالمان النازيين في الحرب العالمية الثانية.....وعلى الفلسطينيين ملاحقة هؤلاء المجرمين في المحاكم الدولية عندما تسمح الظروف الدولية بذلك ويبدو ان ذلك اليوم الذي يمكن للفلسطينيين ملاحقة مجرمي الحرب الالمان والصهاينة قضائياً قد بدا يلوح في الافق في ظل التغيرات الدولية التي تحدث في العالم اليوم.

الالمان هم المجرمون ويلاحقون الضحية على طريقة "ضربني وبكى وسبقني واشتكى"    

وفي نفس السياق, في الكيان الصهيوني المحتل حدث ولا حرج, رئيس الدولة ورؤساء وزراء حاليون وسابقون ونواب حاليون وسابقون ومسؤولون على كافة المستويات كلهم تسابقوا في انتقاء اقذر واحقر كلمات يمكن ان ينطق بها انسان وقذفوا بها تصريحات الرئيس محمود عباس وكأن الرجل من بقية أهل هتلر.....!!!!!.

 لكن ليس غريباً على الصهاينة ان يستغلوا مآسي اليهود وحتى غير اليهود في الحرب العالمية الثانية اسوأ استغلال ويبتزوا بموجبها كل دول العالم وخصوصاً الاوروبية وعلى رأسها المانيا ويخضعوا تلك الدول لسيطرتهم ونفوذهم ويفرضوا عليهم اتاوات فلكية (يسمونها تعويضات) تخطت التريليون دولار.....ولن يجرؤ أي من هذه الدول ان يتذمر وعليه ان يدفع صاغراً تحت تهديد سيف معاداة السامية وما زالت هذه المقاربة هي الدجاجة التي تبيض للصهاينة ذهباً وهي التي يحكمون بها العالم وهذا بحد ذاته أكبر اساءة لذكرى ملايين اليهود ضحايا النازية وعشرات الملايين ضحايا الحرب العالمية الثانية بصفة عامة.

عندما شاهدت مدى شراسة هذه الحملة سعيت للحصول على نص تصريحات عباس واستمعت اليها ومن ثم سمعت توضيحاته اللاحقة في محاولة منه لامتصاص تلك الحملة الشعواء, تفاجأت عندما رأيت مدى جبن وعنصرية تلك المجتمعات ومدى خضوعها للنفوذ الصهاينة وتسليمهم بروايتهم.

كل ما قام به الرئيس عباس هو انه حاول لفت الانظار الى جرائم الكيان الغاصب ومجازره اليومية بحق الشعب الفلسطيني وهذا اقل واجب يمكنه القيام به كرئيس فلسطيني.    

اخر الكلام:

نحن كمسلمين بالقطع ضد العنف وبالتالي ضد جرائم القتل التي حصلت في الحرب العالمية الثانية وراح ضحيتها اكثر من 50 مليون انسان بينهم 6 ملايين اليهود وفقاً لروايات رسمية صادرة عن حكومات غربية, ولن نقبل ان يزاود علينا احد في هذا الامر, ولسوء حظ الاوربيين واليهود ان الاسلام لم يكن هو الدين الذي كان سائداً في اوروبا ابان الحرب العالمية الثانية وقطعاً لو كان الاسلام (دين الرحمة والسلام) هو الذي كان سائداً هناك خلال تلك الحرب البغيضة لكان هؤلاء الملايين من البشر ما زالوا أحياءً يرزقون.