تناصحوا تتحابوا
تاريخ النشر : 2022-08-18
بقلم: اسعد محمد العاصي

النصيحة هي إرادة الخير للمنصوح بفعل ما ينفعه أو ترك ما يضره أو تعليمه ما يجهله و نحوها من وجوه الخير و لهذا سماها النبي صلى اللّه عليه وسلم دينا وجعلها من حقوق المسلمين فيما بينهم.
المشكلة أننا نسمع النصائح والمواعظ و الارشادات باستمرار و لا يكاد يمر علينا يوماً الا نسمعها و نتلقاها، فالنصيحة و الموعظة تكرر على عقولنا و مسامعنا مرات و مرات ولكن وللأسف لا نستفيد منها و لا نستخدمها لمصلحتنا و تبقى معلقة مفرغة من قلوبنا و عقولنا.
فهناك أناس يرفضون تقبل النصيحة من الآخرين لعنادهم و كبريائهم و اقتدائهم بآرائهم المزيفة أو خوفهم من التغيير أو أسباب تتعلق بالشخص الذي يعطي النصيحة و أسلوبه في الكلام أو جهلهم و سوء فهمهم و عدم إدراكهم للحياة و مجريتها.
فحينما تنصحني فأنت ترشدني و توجهني إلى الطريق الصحيح السليم الصائب ، طريق السلامة والنجاة ، طريق الانتصار و النجاح و طريق السعادة و الاستقرار.
يقول أحد الحكماء كنت أدفع المال لمن ينصحني و يوجهني فكنت أكسب أضعاف أضعاف ما أدفعه له من مال نتيجة اتباعي لنصائحه.
ولكي تعرف الصديق الحقيقي و الصاحب الوفي الذي يعزك و يخاف عليك هو ذا الصديق الذي ينصحك ويوجهك ويرشدك ، فنصيحة الصديق هي اكبر دليل على اهتمامه بك و لمصلحتك وهو التقييم الحقيقي لصداقته و صحبته.
فاحتفظ بالصديق الذي يوجههك و ينصحك ولا تفرط به فإنه نعم الصديق و نعم الصاحب ،وان كانت نصائحه مؤلمه فسياتي الوقت للتتأكد انك عزيز و غالي بالنسبة له.
فسماع النصيحة و تطبيقها يندرج تحته أربعة أصناف من البشر ، الصنف الأول من يأخذها ويقتنع بها و يطبقها و يجيرها لصالحه و يتابع الالتزام بها باستمرار و يغرسها في عقله ووجدانه ويجبر النفس عليها لتصبح جزء راسخ و مبدأ ثابت في حياته وهم أقله للاسف، أما الصنف الثاني منا يتأثر و يقتنع بها لحظيا و لكن سرعان من تتبخر و يفقد تأثيرها فممكن يطبقها مؤقتا أو جزئياً وهم الأغلبية، والصنف الثالث مقتنع بها ولكن لا يعمل بها ولا يطبقها و الصنف الرابع والاخير لا يتأثر بالنصيحة و غير مقتنع بها ولا يعمل بها ولا يطبقها مطلقاً و هذا أسوأ الأنواع.
حينما تحاول إسداء النصيحة يجب إبداء الاهتمام بالشخص أولاً وتفهم مشاعره وان تطلب منه الهدوء كي يستطيع التفكير بعقلانية و من ثم نبدأ بالتكلم وتقديم النصيحة على شكل اقتراح .
فلنكن من الناصحين و من الذين يتقبلوا النصيحة و يعملون بها ، وكما قال الله عز وجل " فتولى عنهم وقال ياقوم لقد أبلغتكم رسالة ربي و نصحت لكم ولكن لا تحبون الناصحين"