أصوات حاقدة مسكونة بالاستلاب الحضاري
تاريخ النشر : 2022-08-11
أصوات حاقدة مسكونة بالاستلاب الحضاري


بقلم: محمد جبر الريفي

الأصوات الخليجية التي ترد إلى أسماعنا بين فترة وأخرى في ترددها المزعج المتواصل في عتمة النظام العربي الرسمي المتخاذل هي استفزاز لمشاعرنا الوطنية نحن العرب الفلسطينين وتعبير ايضا عن عقدة النقص والجهل التي تعاني منه أصحاب هذه الأصوات الرخوة المقرفة تجاه أبناء شعبنا الذين يمتازون بامتلاك ناصية العلم وكل المهارات التي وظفوها في خدمة شعوب بلدان الخليج القبلية المتخلفة.

أصوات تتصف بالحقد وامتهان المكيدة تتدعي ليل نهار عن أحقية اليهود التاريخي في فلسطين وإنكار ذلك على شعبنا الفلسطيني الذي أقام بها قبل مجيء سيدنا إبراهيم عليه السلام عابرا نهر الأردن إلى مدينة خليل الرحمن.

أصوات حاقدة مسكونة بالانبهار الحضاري لحضارة الغرب الاستعمارية وللمجتمع الإسرائيلي الذي يشكل امتداد لها في الشرق الأوسط بما يحمله من عنصرية وعدوانية وفاشية واتجاه سياسي في الهيمنة والقمع بكافة أشكاله.

ولكن لن تنجح هذه الأصوات الرخيصة المأجورة العميلة المسكونة بالاستلاب الحضاري بالتسلل عبر مواقع التواصل الاجتماعي في الفسبوك والتويتر إلى عقول الجماهير العربية بهدف تغيير مواقفها من القضية الفلسطينية لأن غالبية الجماهير العربية هي جماهير شعبية حريصة على التمسك بانتمائها القومي رغم ما تعانيه من قسوة الحياة المعيشية وبطش الأنظمة السياسية وتوغل أجهزتها القمعية المعادية للديموقراطية.

الجماهير العربية واعية لحقيقة الصراع مع المشروع الصهيوني العنصري بما تملكه من يقظة روحية وقومية .. وبعيدا عن التعصب للنزعة القطرية فإن الشعب الفلسطيني رغم نكبة عام 48 فإنه ما زال محافظا على نسيجه الاجتماعي الواحد بعكس مشيخيات الخليج التي يسكنها الآن بسبب ثروة النفط خليط من الأقوام الآسيوية التي أضعفت الإنتماء القومي العروبي فيها الذي استبدلته أنظمة الحكم الخليجية الوراثية المستبدة بمذهبية دينية متزمتة كانت سببا رئيسيا في ظهور التنظيمات والجماعات الظلامية الإرهابية المتطرفة التي وجدت الدعم في بداية نشأتها في أفغانستان من الولايات المتحدة وبالخصوص من جهاز المخابرات المركزية.