تقييم الذات
تاريخ النشر : 2022-08-11
بقلم: أسعد محمد العاصي

التقييم هو النتيجة التي يتم من خلالها تحديد نقاط الضعف و القوة ، و الإيجابيات و السلبيات ، وتتم ضمن معايير و محددات مدروسة وواضحة ، فنجاح اي خطة أو عمل أو نشاط لا يتم الا من خلال نجاح نتائج تقييم هذا العمل أو هذه الخطة.
فهناك عدة أنواع من التقييم من أهمها ما يعرف بتقييم الذات ، فتقييم الذات ينسجم و يتناغم مع تلك التساؤلات وهي ماذا فعلت لدنياك ؟! و كذلك لاخرتك ؟! ما هو دورك بالحياة؟! ما هي أهدافك و خططك وماذا حققت منها؟! فإجابة تلك التساؤلات هي نتائج تقييم ذاتك.
فنحن كمسلمين اول تقييم لذاتك هو التقييم الديني و الروحاني لشخصك هل اديت العبادات و الفرائض و السنن ؟! هل تداوم على اذكار الصباح والمساء و الورد القرآني و الذكر و الاستغفار و التسبيح و غيرها ؟! و هل جلست مع نفسك حين ايواءك لفراش النوم و اخذت من وقتك عشر دقائق وجلست فيها مع نفسك و راجعت شريط يومك و حددت الإيجابيات لتزيد منها و السلبيات لتتجنبها و تتعرف على الأخطاء و التجاوزات التي فعلتها خلال هذا اليوم لتصويبها و تصحيحها و توجيهها بالاتجاه الصحيح و المسار الصائب. فتذكر جيدا قول عمر بن الخطاب" حاسبوا أنفسكم قبل ان تحاسبوا" .
عد كل حساباتك في اقوالك، حديثك ،أسلوبك ، معاملاتك ، سلوكياتك، تصرفاتك و قيم كل قول أو فعل أو حركة .قيم لتصحح ، لتنجز ،لتغير و لتنجو من عذاب الدنيا والآخرة .
و تقييم الذات الثاني هو التقييم الاجتماعي لشخصك ،و علاقتك الأسرية مع أهلك و اسرتك و تعاملك السليم و الصحيح معهم و علاقاتك الاجتماعية مع أقاربك وأصدقائك و جيرانك و زملاءك ومع كل أطياف و ألوان المجتمع التي تعيش فيه، كما لا تنسى صلة الأرحام و زيارة الاقارب و الجيران و الاصدقاء و مشاركتهم أفراحهم و أطراحهم ، و زيارة المرضى منهم و مساندتهم و دعمهم في أزماتهم بهذه النقاط سابقة الذكر تستطع تقييم ذاتك على الصعيد الاجتماعي.
أما التقييم الذاتي الأقوى هو تقييمك لنفسك في أوج الأزمات ،حين تعرضك لمواقف صعبة و أزمات قوية و أحداث جسيمة ، قيم نفسك وقتها ؟ هل تستطيع الصمود؟ هل لك القدرة على التحمل و تجاوز هذا الموقف وتحدي هذه الأزمة بكل ثبات و قوة .فهنا تستطيع تقييم شخصيتك و تحديد نقاط الضعف و العمل على تقويتها و تصحيح الأخطاء و التجاوزات وكل السلبيات في شخصك.
لا تجعل الكسل و الخمول يمنعك من تقييم ذاتك لتحسن و تطور في كثير من المجالات ، لن تخسر شيئاً إلا الورقة و القلم.
أما آن الأوان لنعيد كل حساباتنا و نحدد نقاط ضعفنا وقوتنا ، وهذا لن يتم كفى استهتار وتهاون و إهمال ، قف عند مسؤولياتك و تحمل عبء الحياة ، لا تجزع ،واجه ، قيم ذاتك في كل كلمة تقولها ،وفي كل فعل تفعله ، وفي كل خطوة تخطوها ، و في كل لحظة و حين .