انتصار تاريخيّ للشعب الفلسطيني في معركة الصمود والتحدي ومواجهة العدوان الصهيوني
تاريخ النشر : 2022-08-08
انتصار تاريخيّ للشعب الفلسطيني في معركة الصمود والتحدي ومواجهة العدوان الصهيوني


بقلم: المحامي علي ابوحبله
تضافر الجهود لقوى المقاومة والتحركات الدبلوماسية والسياسية في ظل تكامل الأدوار لكل مكونات الشعب الفلسطيني في مواجهة العدوان الصهيوني على غزه مما مكن الشعب الفلسطيني ومقاومته وعلى رأسها حركة الجهاد الإسلامي وقوى المقاومة الشعبية في فلسطين التاريخية من إفشال المخططات لضرب جذوة المقاومة وإسكات الشعب الفلسطيني عن ألمطالبه بحقوقه الوطنية المشروعة وحقه في تقرير المصير وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس
في وقفه تحليليه لنتائج وتداعيات العدوان الصهيوني الأخير على غزه لنتائج ما تحقق في عدوان الأيّام الثّلاثة الماضية بين حركة الجهاد الإسلامي والكيان الصهيوني ، يُمكن القول، وبناءً على أرض الواقع في الميدان والرؤية السياسية ، أنّ الأولى، وهي قوى المقاومة ومعها الشعب الفلسطيني ، خرجت منتصرة على العدوان الصهيوني رغم الخسائر التي لحقت بالشعب الفلسطيني بسقوط الشهداء والجرحى وخسارة حركة الجهاد الإسلامي باغتيال اثنين من أبرز قِياداتها الميدانيّة، تيسير الجعبري وخالد منصور.
خسائر الكيان الصهيوني بما يملكه من ترسانة عسكريه وتقدم تكنولوجي قياسا بما تملكه المقاومة الفلسطينية في ظل اللاتكافؤ في موازين القوى، ورغم الإعداد الأمني المسبق والدعم الأمريكي وحلفاء الكيان الصهيوني في المنطقة لصالح مشروع تصفية حركة الجهاد الإسلاميّ وجناحها العسكريّ سرايا القدس، ورغم عامل المفاجأة والخداع والنجاح الأوليّ لجيش الاحتلال ومخابراته باغتيال قادة سلاح الصواريخ وجبهتي الجنوب والشمال في سرايا القدس الشهيدين تيسير الجعبري وخالد منصور، نجح الصمود الشعبي الأسطوري بتحقيق انتصار تاريخيّ على جيش الاحتلال، وخرج قادة جيش الاحتلال بخفي حنين، فقوّة الدرع التي راهنوا على ترميمها أصيبت إصابة جديدة بالغة، مع ظهور قدرة الشعب الفلسطيني على الصمود والثبات في وجه الآلة الصهيونية الغاشمة
تل أبيب في الدائرة المفرغة: كيف المفرّ من ربط الساحات؟
مهما تكن التقديرات التي حضرت في ذهن القيادتَين السياسية والأمنية في تل أبيب، لدى اتّخاذ قرار العدوان على المقاومة في قطاع غزة، واغتيال قادة عسكريين كبار في حركة «الجهاد الإسلامي»، فإن آخر ما ترغب فيه إسرائيل هو التدحرج إلى مواجهة طويلة تؤدّي إلى قصف عمقها الاستراتيجي وشلّ حياة مستوطِنيها، وأن يجري كلّ ذلك عشيّة الانتخابات، وبعدما دأبت الاستخبارات العسكرية «أمان» على الترويج أن معركة «حارس الأسوار/ سيف القدس»، ستؤدّي، بحسب رئيس الشعبة اللواء أهارون حليفا، إلى خمس سنوات هدوء على الأقلّ، إلّا أن الفترة الفاصلة بين المعركتَين كانت هي الأقصر في تاريخ جولات القتال بين الاحتلال والمقاومة (سنة وثلاثة أشهر فقط)، في ما يجلّي هشاشة الأسس التي استند إليها الإسرائيليون في تقدير إنجازاتهم المفترضة. وبدلاً من أن يتحقّق تفكُّك الساحات الفلسطينية، وفق ما راهنوا عليه، تَعزّز ارتباطها وأصبحت أكثر اتّحاداً، وتحوَّل هذا الواقع إلى محدّد رئيسٍ يحكم المرحلة. وهو معطى يؤكد فشل الأهداف التي جاهرت بها إسرائيل، ويعمّق فقدان الجمهور الإسرائيلي ثقته بشعار أن «الجيش بات مستعدّاً لكلّ السيناريوات».
انطلاقاً من ذلك، فإن المواجهة التي تخوضها حركة «الجهاد الإسلامي» لا تتعلّق بمتغيّرات ظرفية فقط، وإنّما هي جزء من مسار واستراتيجية أوسع نطاقاً وأخطر تأثيراً على الأمن الإسرائيلي. فجذورها وخلفيّاتها، كما أظهرت المواقف والشعارات الإسرائيلية أيضاً، ترتبط بشكل وثيق ومباشر بمعركة «سيف القدس». وممّا يؤكد هذا الارتباط، العامل المباشر الذي دفع العدو إلى شنّ عدوانه الأخير، والمتمثّل في تداعيات اعتداءاته في الضفة على مستوطنات «غلاف غزة». ولذا، فإن إسرائيل تهدف من الضربات التي وجّهتها بشكل أساسيّ إلى «الجهاد»، حتى الآن، إلى محاولة كبح نتائج معركة «سيف القدس»، والتي لا تزال تتوالى بفعل صمود المقاومة وتصاعد قدراتها. وهي محاولة ربّما ستتّخذ منعطفاً خطيراً، سيؤدي إلى اتّساع نطاق المواجهة، في حال قيام الصهاينة المتطرّفين باقتحام المسجد الأقصى في ذكرى «خراب الهيكل» في التاسع من آب، حيث سيفتح تطوّر كهذا الباب على دخول حركة «حماس» على خطّ المعركة. ومهما يكن، فإنّ ما قامت به المقاومة، ولا تزال، يعيد وصْل ما عملت إسرائيل على تفكيكه في السنوات الماضية، على أمل أن يصبح لكلّ ساحة (غزة والضفة والقدس والداخل) قضاياها الخاصة وأولوياتها التي تتحدَّد وفق ظروفها الجغرافية والسياسية والمعيشية والأمنية. وقد شكّلت معركة «سيف القدس» محطّة تأسيسية في المسار المذكور، عبر إعادة تصويب البوصلة إلى المشترك البيني، وتجديد التعاون والتآزر في مواجهة أيّ عدوان إسرائيلي. وتجلّت نتائج تلك المعركة في اضطرار قيادة العدو مراراً إلى تفعيل الكثير من الحسابات لدى دراسة خطواتها العدوانية، تجنُّباً لاستدراج ردود من المقاومة في القطاع. لكن وكما هو متوقّع منه، فلا بدّ للعدو من أن يقع في المحظور كونه لا يستطيع إلّا أن يكون عدوانياً ومهاجماً.
ومن هنا، تَجدّدت محاولة إعادة تفكيك الساحات، وتدفيع المقاومة وسكّان غزة ثمن هذا الإنجاز – الربط. وفي مواجهة ذلك، تخوض المقاومة، من خلال «وحدة الساحات»، معركة منْع العدو من شطب إنجازات «سيف القدس» أو إضعافها، وتكريس تلك الإنجازات تمهيداً للبناء عليها وتطويرها، باعتبارها الثقل الاستراتيجي العسكري الذي يظلّل الساحات كافة. وعليه، ليس من المبالغة التأكيد أن هدف التفكيك سيسقط عند أوّل ردّ صاروخي من المقاومة في غزة، على أيّ اعتداء إسرائيلي لاحق في أيّ ساحة من الساحات، تماماً كما يسقط حالياً مع كلّ صاروخ يستهدف العمق الإسرائيلي في هذه الجولة. مع ذلك، ينبغي عدم إغفال التقديرات التي سادت لدى جهات التقدير والقرار في كيان العدو، وحفَّزتها على المبادرة إلى هذا العدوان. فإلى جانب الجهوزية الاستخبارية والعملياتية، فقد قدّرت القيادة الإسرائيلية أن حركة «حماس» مكبَّلة باعتبارات هي التي ستحدّد قرار تدخّلها العسكري وحجمه ووتيرته والمدى الذي يمكن أن يبلغه؛ باعتبار الحركة هي المسؤولة عن الوضع في القطاع، إلى جانب كونها تنظيماً مقاوِماً، أي أنها في الوقت الذي تُواصل فيه تطوّرها التسلّحي لمعركة ستقع عاجلاً أو آجلاً، فهي أيضاً ملزَمة بتوفير الأموال ومواد البناء. وعلى رغم أن التقدير المذكور ثبتت صحّته إلى الآن، إلّا أن إسرائيل تدرك أن «حماس» غير مردوعة، وإنّما هي فقط تزِن الأمور بميزان عقلاني، وهو ما تحاول تل أبيب استغلاله عبر تجنُّب ما ترى أنه سيؤدي إلى حشر الحركة ودفعها إلى تدخّل عسكري واسع.
هكذا، أرادت إسرائيل إيصال رسالة مفادها أنها عندما تواجه تهديداً تُبادر ولا تنتظر الردّ. لكنها قد تكون بذلك وقعت في فخّ المبالغة في الرسائل والنتائج، لأنها تواجه حتى الآن قوّة واحدة من قوى المقاومة في قطاع غزة المحاصَر من جميع الجهات، ولذا، فإن أيّ عِبر وخلاصات ينبغي أن تتناسب مع هذه الحقيقة. كما أن استطالة أمد المعركة ستؤدي إلى تآكل النتائج التي تفترض إسرائيل تَحقُّقها، فضلاً عن أنها ستَدفع «حماس» إلى المشاركة، وخصوصاً في حال اشتعال الوضع في المسجد الأقصى، وهو أمر يحضر لدى جميع المعنيّين في إسرائيل. من جهة أخرى، تَبرز إلى جانب الدوافع السياسية والانتخابية لدى رئيس الحكومة يائير لابيد، ووزير الأمن بني غانتس، اللذَين يأملان أن تصبّ نتائج هذه الجولة في صناديق الاقتراع، مصالح رئيس أركان الجيش، أفيف كوخافي، الذي تنتهي ولايته بعد عدّة أشهر، ويحرص على ألّا يختمها بـ«وصمة» فشل أو توريط لإسرائيل، ولذا فهو يسعى أيضاً إلى محاولة وقْف العدوان عند هذه المرحلة.
في كلّ الأحوال، تؤكد التجارب الطويلة أن قوة الشعب الفلسطيني وإرادته في الثبات والصمود هو أقوى من جبروت الاحتلال الصهيوني وأن أيّ جولة من جولات القتال التي تفرضها آلة الحرب الصهيوني مهما بلغت فيها نسبة التدمير بحُكم تفوّق إسرائيل العسكري، فهي لن تسلب إرادة الشعب الفلسطيني ومقاومته في الردّ والدفاع والردع، كما لن تؤدّي إلى إضعاف قدرات وخزان الشعب الفلسطيني الذي لن يدخر أي وسيله للدفاع عن حقوقه المشروعة وحق تقرير المصير ، وهو أمر لم يتحقّق في جولات أشدّ وأطول مدى ممّا جرى حتى الآن. وفي هذا الإطار، حذّرت صحيفة «هآرتس»، في افتتاحيتها، من أن «جولات القتال الكثيرة تُعلّمنا أنه على رغم التفوّق العسكري لإسرائيل، فإنّ الردع ليس ناجعاً، وفي كلّ ما يتعلّق بالحرب ضدّ الإرهاب، من الصعب جداً قطْع الصلة بين الضفة والقطاع؛ وأن شعار الجيش الإسرائيلي مستعدّ لكلّ سيناريو سبق أن فقد ثقة الجمهور، وأيضاً لم يَعُد بالإمكان مناقشة الدعوة إلى تقويض «البنية التحتية للإرهاب» بجدية.
وبعد إعلان وقف إطلاق النار بين الجهاد الإسلامي و"إسرائيل"، الصحافة تنتقد السياسة الإسرائيلية تجاه غزة، وتدعو إلى تبنّي مبدأ "الاقتصاد مقابل الأمن".
وبحسب افتتاحية صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، شكّلت "دليلاً إضافياً على الفشل الذريع للسياسة الإسرائيلية تجاه غزة"، إذ أصبحت جولات القتال العنيفة "أكثر تواتراً"، وبات "روتين حياة مواطني إسرائيل يُنتهك مرةً تلو أخرى" بحسب الصحيفة.
كما أشارت الافتتاحية، إلى أنه من أجل ما سمتها "إيقاف مسيرة الغباء الإسرائيلية هذه"، في إشارة إلى السياسة الإسرائيلية تجاه غزة، يجب العمل في المرحلة الأولى على إعادة "إعمار غزة وتوسيع تراخيص دخول مواد البناء والبضائع، بالإضافة الى تحسين الوضع الاقتصادي والمدني في القطاع" باعتبارها "مصلحة إسرائيلية" بالدرجة الأولى، بحسب "هآرتس".
وتضيف الصحيفة الإسرائيلية: "من المهم جداً، تغيير الاستراتيجية المعتمدة سابقاً من قبل تل أبيب في ما يخص غزة. والعمل أولاً على تبنّي المبادرة التي قدّمها رئيس الحكومة الحالي، يائير لابيد، في شهر أيلول/سبتمبر من العام 2021، التي تقوم على مبدأ "الاقتصاد مقابل الأمن".

وتقوم المبادة، بحسب الصحيفة، على مرحلتين، الأولى هي إعادة إعمار إنسانية تسمح فيها "إسرائيل" لغزة بترميم شبكة الكهرباء وربطها بالغاز، بالإضافة إلى بناء منشآت تحلية المياه وتحسين الخدمات الصحية. كل ذلك، مقابل هدوءٍ طويل الأمد.
أما المرحلة الثانية، فتعتبر استراتيجية تقوم على إنشاء جزيرة اصطناعية قبالة ساحل القطاع، وبناء مرفأ، الأمر الذي يجر استثمارات دولية ومشاريع اقتصادية مشتركة لـ "إسرائيل" ومصر والسلطة الفلسطينية.
لم يكتفِ لابيد بخطة نظرية، وفق ما ذكرت "هآرتس" بل أجرى الكثير من المحادثات الإعدادية مع جهات في "العالم العربي والغربي" التي تدرس الفكرة، بينها "مصر وقيادات خليجية، بالإضافة الى وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، ووزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، ودول الاتحاد الأوروبي". مشيرة إلى أن لدى لابيد، الذي يرأس حكومة مؤقتة تتحضر للانتخابات المقبلة، "فرصة نادرة"، من أجل تحقيق أجزاء من الخطة التي صاغها، "ورسم اتجاهٍ جديد في العلاقات بين "إسرائيل" وغزة".
وبعد أن دخل اتفاق التهدئة بين حركة الجهاد الإسلامي والاحتلال الصهيوني، برعاية مصرية، حيز التنفيذ في وقت متأخر من مساء الأحد، بعد ثلاثة أيام من العدوان والمواجهة أسفرت عن استشهاد 43 مواطنًا، وإصابة 360 آخرين.، ماذا يخطط للمنطقه وما هي السياسات التي سيتم اعتمادها
تكامل الأدوار في مواجهة العدوان الصهيوني أمر في غاية الاهميه لتحقيق الهدف الفلسطيني بالتحرر من الاحتلال وتحقيق الوحدة الوطنية وإنهاء الانقسام ، من المقرر أن يعقد مجلس الامن اجتماعا اليوم الاثنين ، بطلب من دولة فلسطين، لبحث العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة بانتظار ما ستسفر عنه النقاش وما اذا كان المجلس سيخرج بموقف موحد لادانة العدوان والدعوة لتطبيق قرارات الشرعية الدولية ، فقد رحب الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، بإعلان وقف إطلاق النار بين غزة وإسرائيل، وأثنى على مصر لما تبذله من جهود بالتنسيق الوثيق مع الأمم المتحدة للمساعدة في استعادة الهدوء.
وأكد غوتيريش من جديد التزام الأمم المتحدة بتحقيق حل الدولتين على أساس قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة والقانون الدولي والاتفاقات السابقة وأهمية استعادة أفق سياسي. وتابع “وحده الحل السياسي المستدام عن طريق التفاوض هو الذي سينهي، بشكل نهائي، دورات العنف المدمرة هذه ويؤدي إلى مستقبل سلمي للفلسطينيين والإسرائيليين على حدّ سواء”. فهل بعد كل هذه الجهود سنشهد تحركات سياسيه ودبلوماسيه على صعيد تحريك المفاوضات خاصة أننا على أبواب افتتاح جلسات الهيئة ألعامه للأمم المتحدة السنويه