إليكم أيّها الأحبّة الأكارم جوابي لمن سألني عن قُنوت النّوازل بَعد الاعتداء الغاشم علی غزّة هاشِم! الحمدُ للّه وَحده والصّلاة والسّلام علی من لا نبيّ بَعده وبَعد: فيُشرع قُنوت النّوازل في جميع الصّلوات وهو من السّنن الثّابتة عن الرّسول ﷺ فعن أنسٍ رضي اللّه عنه قال: (بَعَثَ النبيُّ ﷺ سَبْعِينَ رَجُلًا لِحَاجَةٍ يُقَالُ لهمُ القُرَّاءُ فَعَرَضَ لهمْ حَيَّانِ مِن بَنِي سُلَيْمٍ رِعْلٌ وذَكْوَانُ عِنْدَ بئْرٍ يُقَالُ لَهَا بئْرُ مَعُونَةَ فَقالَ القَوْمُ واللَّهِ ما إيَّاكُمْ أرَدْنَا إنَّما نَحْنُ مُجْتَازُونَ في حَاجَةٍ للنبيِّ ﷺ فَقَتَلُوهُمْ فَدَعَا النبيُّ ﷺ شَهْرًا في صَلَاةِ الغَدَاةِ وذلكَ بَدْءُ القُنُوتِ وما كُنَّا نَقْنُتُ.. وسَأَلَ رَجُلٌ أنَسًا عَنِ القُنُوتِ أبَعْدَ الرُّكُوعِ أوْ عِنْدَ فَرَاغٍ مِنَ القِرَاءَةِ فَقالَ لا بَلْ عِنْدَ فَرَاغٍ مِنَ القِرَاءَةِ) والمراد بالنّوازل التي يُشرع فيها الدّعاء في الصّلوات ما كان مُتعلّقاً بعموم المسلمين! ومَحلّ قنوت النّوازل بعد الرّفع من الرّكوع في آخر ركعةٍ في كلّ الصّلوات المَفروضة فعن ابن عبّاسٍ رضي اللّه عنهما قال: (قَنَتَ رسولُ اللّه ﷺ شهراً متتابعاً في الظّهر والعصر والمغرب والعشاء وصلاة الصّبح في دُبُر كلّ صلاة إذا قال سَمع اللّه لمن حَمده من الرّكعة الأخيرة يَدعو على أحياء من بني سليم على رَعل وذَكوان وَعصيّة ويؤمّن من خَلفه وكان أَرسَلَ يَدعوهم إلى الإسلامِ فَقتلوهم) قال الإمامُ ابنُ حَجر: (والحكمة في جعل قُنوت النّازلة في الاعتدال دون السّجود مع أنّ السّجود مظنّة الإجابة كما ثبتَ: (أقرَب ما يكونُ العَبد مِن رَبّه وَهو ساجِد) وثبوت الأمر بالدّعاء فيه أنّ المطلوب من قنوت النّازلة أن يُشارِك المأموم الإمام في الدّعاء ولو بالتّأمين وَمِن ثمّ اتّفقوا على أنّه يُجهَر بهِ) وقال الإمامُ ابن تيمية: (والدّعاء على جِنس الظّالمين الكفّار مَشروعٌ مأمورٌ بهِ وشُرِعَ القُنوت والدّعاء للمؤمنين) وَمِن الجَدير بِالذّكر: أنّ للإمام أن يَدعو عند كلّ نازلةٍ بالدّعاء المُناسب لتلك النّازلة وليس هناك أدعية معيّنة في النّوازل بل يُدعو المصَلّي في كلّ وقتٍ بما يناسب الحال مِن وقت وقوع المُصيبة حتّی تَزول (اللّهُمّ انصُر عِبادَك المُجاهِدين)!*
قنوت النوازل
تاريخ النشر : 2022-08-06
بِقَلم: أ.د. محمّد حافِظ الشّريدة