عذراء الوادي الأخضر
تاريخ النشر : 2022-08-04
بقلم: بهائي راغب شراب
..


سيدتي
عذراءُ وادينا الأخضر
سيدةُ فلسطين الطاهرة
المنتظرة ليلة جلوتها الكبرى
إنّا قد حَطَّمْنا ساترَ عُذْرِيَتِكِ الأَزَليّ
ودنسنا بدموع مآقينا
ثوب زفافك الأبيض .
سيدتي عفواً
ما كان لنا أن نفعل من أجلك أكثر من أن نبكي
ساعة قَطْفِ الوردة المتفتحة
عند حلول الفجر .
***
سيدتي عذراء وادينا الأخضر
أشباه رجال نحن
أشباه رجال
العفة والشرف والأرض
أوراق نقدية تتداولها الأيدي
في بورصة بيع الإنسان .
***
سيدتي قد كنا رجالاً
إذ نزأر للعِفة المَكْلومة
تنهار جبالٌ وجبال .
قد كنا رجالا
إذ نزفر للشرف المطعون
تحترق رياحُ البَغْي من حَرِّ الأنفاس
قد كنا رجالاً
إذ نقتل أنفسنا خزياً
من جُبْنِ أصابع أيدينا
فوق الزناد .
***
سيدتي
عذراء وادينا الأخضر
هزّي إليك بِجِزْعِ النخلة
فإنا هَزَزْنَاها
لكن الرطب لم يتساقط
وكبر الجرحُ
وحبلنا بالعَفَنِ اليومي المتساقط
وولدنا فئراناً تهرب من ريح الشمس
وامتد الليل عبر الحبل السُرِّي
إلى الجرح البِكْرِ المتعفن
***
سيدتي قد كنا رجالا
لكنا عقم ..
عقم ..
عقم ..
***
15 / 7 /1980
نشرت في صحيفة البيان الإماراتية في18/10/1980