قمرٌ يجول في السماء
تاريخ النشر : 2022-08-04
بقلم: بهائي راغب شراب

في فلسطين
أنا ذَرَةُ حُبٍ
بِذرةُ الأرض الكريمة
وأنا شمس الصباح
تضيء للعالمين زهورهم،
وأنا قمرٌ يجول في السماء
ينافس النجوم
ينير عيونَ المُلْهَمين
يتجمعون في الأمنيات الجليلة
يتبادلون أحاديث البطولة
والرجولة ،
والأمهات يلدنَ في الحقول
يزرعن ..
ويواصلن الحصاد.
*
أنا.. الفلسطيني
أُحَلِقُ مع الريح
أُراقب بيوتَ الحالمين
يغزلون أمانيهم الموروثة
هبة من السماء.
يلعبون الاستغماية ونط الحبل والحجلة
ويستمعون لحواديت الكبار.
وقبل النوم..
يتبادلون تواقيع الوفاء
في دفتر الذكريات.
*
أنا الكُلُّ
أنا الجزءُ
أنا الصبحُ
أنا الليل
وأنفاس المساء.
*
في فلسطين أنا الانسان
أملك كل شيء
الأماكن لي
وشاطئ البحر
والسلاح والجهاد .
*
أنا جبل المكبر يعلن القدسَ
مدينة الأنبياء
وأنا جبل النار
يغضب..
يطلق النار على الغازين
يطاردهم في المسافات بين ذرات الرمال
يطردهم من بريق النهار.
*
وأنا في فلسطين الحارس الهمام
في المسجد الأقصى أكون
وأين يرتفع الأذان
الله أكبر الله أكبر
حي على الصلاة
حي على الفلاح
حي على الجهاد.
*
أنا في فلسطين
ذَرَةُ رملٍ وحياة،
وكبرياء الجبال.
قوْلي يحسم أسئلة التاريخ
والجميع يسمعون
صوتي الفلسطيني في كل دار.
أنا الجواب المتين
جذر عميق
لا يقطعه لصوص البلاد.
*
أنا نافذةُ النور
تشع في صدور الناس
توقظهم
قوموا
هلموا
ثوروا على السكون
ارفضوا الصمت الغريب
انفخوا نفير الصحيان .
القدس تنادي أحبابها
وغزة تلبي النداء
وجنين تعلن فلسطين ..
مقبرة الغزاة.
يموتون هنا
ولا نجاة.
*
والأقصى يستدعي الرجولة
من كل فج ..
من السهول
ومن قمم الجبال..
رُكْباناً ورُجَّالاً وصواريخاً
تجوب الفضاء،
ترسم دروبَ العِزِّ للعائدين
غداً،
فاستعدوا..
نادوا الله أكبر
انشروها في كل الجهات
يسمعها البعيدُ والقريبُ
يأتون سِرَاعاً
يُسابقونَ بروقَ الشتاء.
يفتحونَ بواباتِ المدينة
يدخلها الفاتحون
يُقيمونُ صلاةُ النصرِ
والأعداء يَفِرونَ
لا ينظرون إلى الخلف
يخشون خسفَ الله،
يَقْلبَ الأرضَ عليهم،
يَدْفِنَهُمْ حتى يقوم الحساب.
*
أنا في فلسطين ذرةٌ
ذَرةُ كل شيء
صاحبُ الحق التليد
أقوى من فلول الغرباء
المارون بلا جدوى
لا جدوى لهم في فلسطين،
بلد الأنبياء .
**