ما يحدث في جنين دوافعه الخوف والفزع
تاريخ النشر : 2022-08-03
بقلم: خالد صادق

الاعتداء الغاشم الذي تعرض اليه الشيخ بسام السعدي الرمز الوطني الكبير والقائد الأبرز في حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين, والذي اعتقل لمدة خمسة عشر عاما, ووالد الشهيدين عبد الكريم وإبراهيم, وسبق للاحتلال ان حاول اغتياله عن طريق عملائه كما اعتقل زوجته وأولاده, هذا الاعتداء الوحشي دوافعه الخشية والخوف من كتيبة جنين التابعة لسرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي, والتي سطرت نموذجا في الفعل النضالي المقاوم, وباتت ظاهرة وملهمة للآخرين, حيث امتدت كتائب المقاومة لتشمل نابلس وطولكرم وطوباس وغيرها, وقد حذر خبراء صهاينة ان هذه الظاهرة اذا ما استمرت فمن الممكن ان تفجر انتفاضة مسلحة في الضفة المحتلة, يصعب السيطرة عليها, وانه يجب التصدي لكتيبة جنين وكتائب المقاومة في الضفة والقضاء عليها, ووجدت "إسرائيل" في الشيخ بسام السعدي كقائد ورمز وطني الصورة التي يمكن من خلالها ردع المقاومة وكبح جماحها, فاعتدت ببشاعة على الشيخ بسام واسرته, وقامت بضربه وسحله, وسالت دماؤه بغزارة, ما دفع حركة الجهاد الإسلامي لإعلان النفير العام في صفوفها, وهددت برد عسكري على جريمة الاحتلال اذا لحق بالشيخ بسام أي مكروه, تلك الرسالة التي قرأها الاحتلال الصهيوني بجدية وتعامل معها بشكل فوري الامر, حيث نشر صور للقائد بسام السعدي وانه بخير, وذلك بعد ان ادرك جيدا ان سرايا القدس جادة في تهديداتها, فقام بإيقاف حركة القطارات واغلاق المعابر مع غزة واغلاق شاطئ زكيم ونشر القبة الحديدية وإعلان حالة الاستفار لدى جنوده, فالاحتلال ادرك انه ارتكب حماقة قد يدفع ثمنها غاليا, لذلك حرك الوسطاء سريعا.

ما حدث في جنين دوافعه الخوف والفزع الذي يعيشه الاحتلال, فملحمة سيف القدس البطولية كانت نتائجها كارثية على الاحتلال, بعد ان عززت المقاومة الفلسطينية سياسة توازن الردع, اللواء احتياط تأمير هايمان مدير معهد دراسات الامن القومي الصهيوني قال" الجهاد الإسلامي لديه قدرة عالية على تفعيل النيران المباشرة , (القنص والنيران المضادة للدروع) كما فعل ذلك في حارس الأسوار", الامر الذي دفع رئيس الوزراء الصهيوني يائير لابيد بإجراء تقييمًا للوضع الأمني بمشاركة ما يسمى برئيس الوزراء الأسبق نفتالي بينيت، ووزير الجيش الصهيوني بيني غانتس، ومستشار الأمن القومي حولتا، ورئيس الأركان أفيف كوخافي ورئيس الشاباك بار، والسكرتير العسكري لما يسمى برئيس الوزراء جيل، وسكرتير الحكومة الصهيونية شلومو وغيرهم من المسؤولين, وقال موقع دنيا الوطن نقلا عن مصدر فلسطيني لم يكشف هويته، أن اتصالات يجريها الوسطاء مع قيادة الجهاد الإسلامي، لمنع التصعيد في غزة، وأن الأمين العام لحركة الجهاد، زياد النخالة، رد على اتصالات الوسطاء بأن "الميدان من يمتلك القرار", وهمجية الفعل الصهيوني الاجرامي بحق القائد السعدي, اججت مشاعر الفلسطينيين وأعربت فصائل المقاومة، بغزة، عن قناعتها بان المقاومة هي الخيار الأنجع لردع المحتل وإيقاف عدوانه المتواصل ضد شعبنا ومقدساتنا، وأن العنوان الأبرز لشعبنا هو الإرادة والصمود والتحدي, وحمّلت الاحتلال المسؤولية الكاملة عن حياة القيادي بسام السعدي بعد الاعتداء عليه وعلى أهله، مؤكدةً أن "جريمة اعتقال المقاومين في جنين وطوباس لن تثنيهم عن طريق الجهاد والمقاومة" وان المقاومة مستمرة.

الاحتلال يحاول الاستفراد بكتائب المقاومة الفلسطينية في الضفة الغربية وضربها بقوة, مستغلا حالة السكون والاستسلام التي تعيشها السلطة, والتنسيق والتعاون الأمني بينها وبين الاحتلال, كما انه يراهن على تباين موقف الفصائل في مواجهة جرائمه البشعة, حيث يريد ان يستفرد بفصيل على حساب فصيل اخر, فما يرعبه ويربك حساباته ان تتوحد الفصائل في مواقفها, وتتبنى خيارا عسكريا واحدا في مواجهة الاحتلال, فاذا ما ارادت الفصائل الفلسطينية الرد على الاحتلال, فعليها ان تفعل مواقفها وتترجمها على الأرض, فالمعادلات التي فرضتها المقاومة الفلسطينية في اعقاب ملحمة سيف القدس البطولية يجب ان تفعل على الأرض, حتى يدرك الاحتلال ان ما قبل سيف القدس ليس كما بعدها, وان ما يمكن ان يردع الاحتلال هو المقاومة, هذا الاحتلال الذي اعدم بالأمس الفتي ضرار الكفريني (17 عاما)، وقبله استشهد الفتى أمجد نشأت أبو عليا (16عاما) برصاص جنود الاحتلال في قرية المغير قضاء رام الله, كما استشهد فلسطينيان، برصاص جيش الاحتلال الإسرائيلي خلال اشتباكات وقعت فجر لدى اقتحامه البلدة القديمة في مدينة نابلس والشهيدين هما عبود صبح (29 عاما) ومحمد العزيزي (22 عاما)، منذ أواخر آذار/مارس، استشهد خلال عمليات نفذها الجيش الصهيوني ما لا يقل عن 54 فلسطينيًا معظمهم في الضفة الغربية وبينهم الصحافية في قناة الجزيرة شيرين أبو عاقلة خلال تغطيتها عملية مداهمة إسرائيلية في جنين, وهذا يعني ان الاحتلال يمارس القتل بحق الفلسطينيين بشكل ممنهج, وهذه الظاهرة ستتفاقم ما لم يرتدع الاحتلال, وييقن انه سيدفع ثمن جرائمه, وطالما ان الاحتلال خائف فلن يتوقف عن القتل.