كأن أحبابنا غابوا
تاريخ النشر : 2022-08-03
بقلم: فردوس اندوح

الى السيدة التي ترى فيني حنين أهلها و لمة أهلها و عزيمة شبابها و شغف طموحاتها ..
الى الذي يلمحني بنظرة اشتياق في كل ولهة يراني فيها .. الى الذي يرمقني ببريق عينيه و غرغرة دموعه في كل مرة دون انقطاع ... فيشبهني لعزيزة فقدها قبل سنوات .. فيغمرني باشتياق و حنين ... و يعيش لحظة الثواني في حضور المفقودة فيني ..
الى التي صنعت مواعيدا و صدفا جميلة و جملا و تراحيبا .. و هدايا و قصصا .. لتبني معي صداقة اخوية اذكرها فيها بصديقتها الراحلة .. الى التي ضحت كثيرا .. و اتت كثيرا .. و صنعت جميلا و معروفا لتحضى بالقليل من الصداقة المشابهة لذكرياتها الجميلة .. الى التي ترى فيني قصة رحلت ..

الى مريضتي التي شبهتني بابنة اختها اللبنانية .. الى عناق مطول و قبلات و دعوات .. مليئة بشوق خمس سنوات .. الى التي ترى فيني جمال و طيبة بنتها و حضورها رغم البعاد ..
الى جارتي التي تناديني بحفيدتي في غيابها .. فاقبل يديها و اقول جدتي ببشاشة .. فتغمرني بمحبة جدة و افتخار أم و ابتسامة صديقة ..

الى كل من غمروني بمحبتهم و شبهوني في اشتياقهم و ناظروني بقلب فقيد و حنين عظيم ..

الى كل محاولات الاقتراب مني .. في تكميل لفقدهم و وجعهم .. في أمل التشافي بالقرب و التشبيه ..
أقول لكم .. أنني اراعيكم و احزن على ارواحكم في كل مرة تحاولون فيها .. اراعي مشاعركم التي ليست بيدكم .. و لا حيلة لقلبكم فيها .. حين يشتاق القلب .. يذهب العقل و المنطق .. اراعي تشبيهي و مكانتي و قربي منكم ..
لكني و في كل مرة ابتعد فيها .. الغي في كل فرصة سبب الالتقاء .. ابتعد و اهجر و اتغاضى .. ليس تجافيا بل رئفة بقلوبكم .. ليس غرورا و انما عطفا على مشاعركم الصادقة و ألمكم .. ليس صدا و انما تربية ل أنينكم الذي يصلني و يدخلني ..

اعلموا ان الشوق لا شفاء له ، و أن المفقود لن يرجع و لن يسكنه جسد آخر .. و ان الانين لا يختفي بل نتعايش معه ..
تعايشوا مع فقدكم .. لتعتادوا عليه , تذكروا فقدكم لكي يصبح حقيقة راسخة و عادية ... لا تتوهموا الفقد لارضاء ارواحكم .. .. بل لامسوه و صدقوه كي تعتاد انفسكم ..

و اذكروا كلكم .. انني و ان تجاهلتكم اذكركم في دعواتي العميقة ... و ان صددت عنكم رحمة لكم و لارواحكم ..
ان هجراني في الواقع ء ينتهي بدعوات يومية لكم .. " ربط الله على قلوبكم و شوقكم و عوضكم خيرا منه "