حبيبى سيدنا عيسى بن مريم
تاريخ النشر : 2022-08-03
 بقلم: حازم مهنى
"أنا أولى الناس بابن مريم" هكذا وصف رسول الله صلى الله عليه وسلم علاقته بسيدنا عيسى بن مريم عليه ،وأمه البتول السلام .
حيث قال ‏صلى اللهُ عليه وسلم: ‏” ‏أنا أولى الناس ‏ ‏بعيسى ابن مريم ‏ ‏في الدنيا والآخرة ،و الأنبياءُ إخوةٌ ‏ ‏لعلاتٍ ‏،‏أُمهاتُهُم شتى ودينُهُم واحدٌ ، فليس بيننا نبي “ . رواه البخاري ،و مسلم عن ‏أبي هُريرة ،وفي رواية للبخاري : ليس بيني وبينهُ نبي . والمقصود أنَّهُم يشبهون من تَجمَعُهُم أبوّةُ رجلِ واحد وتفرقهم الأمهات .
وفي حديث شريف ثابت ،في الصحيحين: قال رسول الله ﷺ "ما من مولودٍ يولَدُ إلَّا نخسَهُ الشَّيطانُ فيستَهلُّ صارخًا من نخسةِ الشَّيطانِ إلَّا ابنَ مريمَ وأمَّهُ" . هكذا تحدَّث النبى (ص) عن كرامة ولادة سيدنا عيسى عليه السلام .
سيدنا عيسى عليه السلام نبى من أولى العزم من الرسل ممن اصطفاهم الله تعالى لتبليغ دعوته ،و حمل رسالتة وهداية أمته ،و ما أختلفنا فيه كمسلمين ،و مسيحيين ،كأختلاف عقائدى ،حول تأليه سيدنا عيسى عليه السلام ،أمرنى الله الذى أؤمن به بأنَّ هذا لا حكم لى فيه حيث قال : ( لكم دينكم ،و لى دين )صدق الله العظيم .
الله الواحد الأحد الذى نعبده سبحانه و تعالى أمرنا بذلك ، أى: ( يا مسلم لكم دينكم و للمسيحى دينه ،و لليهودى دينه ،و). تحديد و توضيح ،و تأكيد من الله خالقنا جميعاً بإختلاف العقيدة بيننا وبينهم ، لماذا ؟ لكى لا نتفاجأ ؟ و لنتعايش بمودة ،و سلام و حقوق ،و واجبات توفّر الأمان ،و المحبّة ،ومن لا يعمل بذلك هو يتبع هوى نفسه ،يتبع شرّ نفسه الأمارة بالسوء ،التى تميل للحقد ،و الكره ،و الغلّ ،و السواد ،من عند أنفسهم ،فكلّ الشرائع السماويّة أمرت بالمودة و السلام ،و تحيّة أهل الجنّة السلام ،و هذا ما دعا إليه سيدنا عيسى عليه السلام والشريعة المسيحية تقوم على الحب و التسامح ،ولا تختلف كثيراً عن دعوة الإسلام فكلاهما رسالة نشر السلام والمحبة ،لكن هل ندرك ذلك ؟قد ندركه ،و نفهمه جيّداً ،فهل نعمل به اليوم ؟ نادراً ، للأسف نادراً هنا ،و هناك و إلا كان العالم أسرة واحدة تقوم على الحب ، والسلام ،و المودة ،و إحترام الآخر قلباً ،و قالباً و تلك عقيدة ،و تربية ،تمتدّ لأجيال ، فهل هذا يحدث ؟ نادراً ،فنحن كنا محظوظين ،وتربّينا على تلك المحبّة و السلام الداخلى للقلب ،و النفس ،رحم الله أبى ،و أمى ( إشترك معهم فى أختيار أسمائنا أصدقائهم و جيرانهم المسيحيين ، حازم مهنى ،عادل ،مريم ،حسام ،نجلاء رحمها الله ،و رحم جميع الطيبين ، كيف وصلت المحبة لهذا المستوى لأنها قلوب صادقة )،رحم الله الطيبين وأجدادهم ،و رحم أمواتنا و أمواتكم أجمعين ،هل هذا موجود اليوم ؟ نادرا ؟ لقد تغيرت العلاقات ،والحقوق بين الأم و أبناء بطنها ،وآبائهم إلى عقوق ، وقطع أرحام لإختلاف ميراث ، أو شراكة، أو طمع ، صراعات مبكية ، محزنة ، هل تساوى أموال الدنيا وكنوزها بلحظة حب ،لحظة مودة ، لحظة رحمة و سكن ؟ كلا لو جبال الأرض ذهباً ، فالدنيا فانية ،والباقيات الصالحات خير ثوابا و خير عقبا ،لكن بكل أسف العالم أصبح يموج بالبرود ،برود المشاعر ،و الظلم ،والإندفاع نحو الطغيان و ظلم الإنسان لأخيه الإنسان دون حتى أن يؤنبه ضميره ، ولا يجد من يوقف سقوطه نحو الهاوية ،هاوية المادة السحيقة ، التى تميت المشاعر ،وتظلم الروح ،و تطفئ النفس تائهة بالكون ،مبصرة بعيونها ،لكنها لا ترى ، عمياء البصيرة ، للأسف هكذا صار الحال ، إلا قليلا ما رحم ربى ،هذا هو عصر العولمة ،و دلالاته كما نرى كل مساوئ الكون الحادثة ،و تحدث من صراعات ،فالعالم قرية واحدة ،بالتفوق التكنولوجى الرهيب (ماديّاً) لبشر روحهم ماتت رغم ما بها من علامات حيويّة صارت كالروبوت ، الإنسان أهم ما كان يميزه روحه ، (كم كنت أقول العين نافذة الروح ) صرت ألتقى عيوناً بلا روح للأسف هكذا صار البعض ،فى العالم فيما بينهم نسمع صراعات تدمى القلوب ،و تبكى العيون ،وحوادث وقضايا أغرب من الخيال ،لا تحدث فى أمّة الحيوان (أمم أمثالكم)،و لنا فى حديث النملة موعظة ،و تأمل .
تغير العالم ،نعم ،فهل ننتبه ؟فقد نغيّر للأفضل مما نحن عليه اليوم من تشوّه علاقات بين المسلمين و بعضهم أبناء البطن الواحدة ؟ فكيف حال المسلمين والمسلمين ؟ كم نسبة الطلاق ؟ كم نسبة الحوادث ؟ كم نسبة الظلم فيما بيننا ؟كم نسبة الحب ؟ كم نسبة العدل؟كم نسبة الأمان النفسى الداخلى؟ و السلام الإجتماعى لك أيها الإنسان الراقى ، الحرّ ،المتقدم ؟هل مشاعرك سليمة ؟ بخير؟
هذا حال المسلمين ببعضهم ،فكيف حال المسلمين والمسيحيين ؟ طيبة وكثير ببلادنا ،وأوطاننا العربية ،وأنا شخصياً لدى من جيرانى ،وأخوتى وأصدقائى محسن شحاته (الحريص على زيارتنا بهداياه لأولادى ،وكل جيرانه المسلمين ، لم يقطع عادة والدته ماما عايدة رحمها الله ،وبارك فيه و أسرته) و صديقى المحترم القس فلوباتير متياس ،وليم مكرم ،ميلاد بخيت،سمير عطية،و كثير إخوة ،و أخوات ،لكن هل مثل زمن الطيبين ؟ هل بما يكفى ؟ألسنا بحاجة للمزيد من المودة ،و المحبة ؟نحتاج دوماً أن نزرع المحبة حتى نجنى ثمارها والأجيال ،نحتاج أن نخلع أشواك الفرقة ،و الكراهية (حولى من يُسَفِّه أفكارى ،للأسف مسيحيين ،و مسلمين ، فما بالنا ؟ )،حتى تنمو الزهور لابد أن نرويها بالمحبة ،فالأشواك تتسلق حول الزهور ،فتكسرها ، لكن الأمل دائما بالله موجود ،لا أذيع سرّاً ،هذا المقال كتبته حتى لا نغض الطرف عمّا يحدث ،و متأكد أنّ البعض يأخذ كلامى عبثاً ، والبعض من هنا و هناك يختلف معى ،و لا يقتنع ، لأن لديه قناعات أخرى ، لكنى على يقين أن الطيبين يحملون قلوباً طيبة ، و نفوساً سليمة ، و أرواحاً مضيئة بنور المحبة . (أحبّوا أعدائكم ،باركوا لاعنيكم) قالها حبيبى رسول المحبة ،سيدنا عيسى عليه السلام ،يوم ولد ،و يوم يموت ، و يوم يبعث حيّا .