لم تعد أمريكا سيدة العالم والأمريكيون يبكون على الأطلال
تاريخ النشر : 2022-08-03
لم تعد أمريكا سيدة العالم والأمريكيون يبكون على الأطلال


بقلم: فتحي احمد
نظرية ابن خلدون في فلسفة التاريخ خير برهان على فلول الدولة وانهيارها يقول تبدا الدول في بدايتها من البداوة وبعد جهد تنهض وتقوى أركانها تشيخ وتموت بعدما يتفرق الجمع وتتشتت المصالح تكلم ابن خلدون عن العصبية والقبلية لنهوض الدول ودواعي سقوطها لكن في العصر الحديث نحن نتكلم عن الأنظمة الديمقراطية التي يعتبرها فلاسفة السياسة من ارقى النظم السياسية عبر الأزمنة فلكل نظام سياسي تبعات سلبية اذا ما غلبت المصلحة على سياستها وباتت تكيل بمكيالين تشخيص الحالة الامريكية والتبجح بالديمقراطية للتسويق عالميا وبعد عقود من الهيمنة أضح نظام الحكم السياسي اقصد الديمقراطية نظام مسخرة واضحوكة في العالم لقد كانت شخصية ترامب التي تحمل صفات الانا والكذب المرضي وأسلوب الحياة الطفيلية ناقوس الخطر في أمريكا والعالم وبدأ الشعب الأمريكي صاحب دولة القطب الأوحد يشعر بالقلق والخوف على مصير دولته وتزحزحها عن مكانتها الدولية حتى انتهى عصر ترامب ليخلفه بادين الضعيف جسديا وسياسيا فانهيار الهيمنة على ما يبدو وضحت معالمه بعد زيارة بادين للشرق الأوسط ومقابلته لاب سليمان التي لم تتمخض عن أي شيء فأين سطوة الدولة الكبرى وزئيرها ؟ لقد هبطت رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي في تايوان يوم الثلاثاء ، في ختام أسابيع من التكهنات الشديدة بشأن توقفها المتوقع على الرغم من التحذيرات الصريحة من بكين ضد الرحلة واكد الوفد في بيان مشترك يوم الثلاثاء إن هدف الزيارة هو التزام أمريكا الثابت بدعم الديمقراطية النابضة بالحياة في العالم وهدف الزيارة المعلن تأكيد على دعم و تعزيز مصالح البلدين المشتركة فضلا عن تعزيز منطقة المحيطين الهندي والهادئ الحرة في المقابل حلقت الطيران الحربي الصيني بعيد وصول بيلوسي و عبرت مقاتلات صينية مضيق تايوان كنوع من عرض القوة وفي وقت سابق توعدت الصين بشن عمليات عسكرية محدودة ردا على زيارة بيلوسي نفهم من ذلك ان الغطرسة الامريكية وصلت ذروتها وكان هذا دافع قوي لتعزيز بناء الاحلاف والتكتلات الدولية لصد التغول الأمريكي والحد من شيطنته لكن الى متى تبقى الورق التايوانية بيد أمريكيا لفرض مزيدا من التحديات للصين ؟ الصينيون مدركون تماما بأن تايون هي جزء اصيل من جمهورية الصين العظيمة والتنازل عنها هو التفريط في جزء اصيل من البلد الام ولكن تبقى شرارة الحرب قائمة بين البلدين في أي لحظة فأن المتتبع لخارطة التحركات السياسية في العالم في الوقت الحاضر يجد ان الولايات المتحدة الامريكية فقدت اعصابها تماما دعمت أوكرانيا ضد روسيا وتركتها تصارع روسيا الدولة العظمى رغم ابتعادها عن منظومة الدول الكبرى الا انها عادت الى الساحة الدولية بكل ثقلها اذن الأمور ليست رمادية ولا ضبابية أمريكيا تعلب بالنار وفقدت بوصلتها ولم تقدر اليوم على لملمة اوراقها بعدما خلطها ترامب واجهز عليها بادين الشرق الأوسط اوشك على الفلول من قبضتها روسيا لا تعبأ بالعقوبات الامريكية ايران فازت ببعض تحالفاتها مع الصين وروسيا وتحاول ان تنجز صفقة مع بادين قبل نهاية ولاية حكمة موجز القول ان خارطة العالم هذه الأيام بدأت تتشكل والمخرج الوحيد لأمريكا هو ان تعيد حساباتها جيدا مع العالم العربي بما يرضي العرب وتعمل على بلورة اتفاق نووي مع ايران تخرج منه أمريكيا ببياض الوجه تعتبر هذه مقدمات لإنهاء حالة التوتر والاضطراب التي يعيشها رؤساء أمريكا من ترامب حتى بايدن اما السؤال الذي يطرح نفسه كيف تتصرف الصين على زيارة رئيس مجلس النواب الأمريكي الى تايون ؟ قال الرئيس الصيني جين بينغ خلال مكالمة له مع الرئيس الأمريكي جون ان كل من يلعب بالنار سيحترق وقد أشار في ذلك لتايون وقالت وزيرة الخارجية الصينية تشاو ليجيان ان جيش التحرير الشعبي الصيني لن يقف مكتوف الايدي اذا حصلت زيارة بيلوسي للصين فضلا عن الاستفزاز العسكري على حدود تايون كل هذا على ما يبدو مؤشرات ودوافع لدى الصين لغزو تايون ولكن نبقى ننتظر الشعرة التي تقسم ظهر البعير .