قصة كفاح
تاريخ النشر : 2022-07-20
بقلم: بهائي راغب شراب
..

يا اخوتي
لا تنظروا لحالتي بعيونكم
قد كنت مثلكم
أمشي ..
أتنفس الهواء
أجري بلا كلل
أحكي النكات
وأهزأ بالعلل .
*
يا اخوتي ..
قد كنت مثلكم
أملك الدنيا
وأملك الأمل
أواصل السعي
وأجد في العمل .

يا اخوتي ..
بلادنا كانت حزينة
تدنس ترابها العساكر اللعينة
يجوسون شوارع المدينة
يجثمون على أنفاسنا
يخنقون أحلامنا
ويبددون .. يبددون ..
أعمارنا .
*
يا اخوتي
قد كنت مثلكم
شاباً..
لا أعرف الوهن
معافى من السقم
صحوت في ليلة سوداء
على الصراخ والنواح والألم
يومها يا اخوتي
عرفت أن الاحتلال
غاصب أرضنا
قاهر حلمنا
مكبل وجودنا وحياتنا ..
يسرق الزمن .

وانتابني الوجل
كرامة الوطن ضائعة
هامة الوطن مطأطئة
يومها يا اخوتي
اكتشفت سريّ الرهيب
وأعلنت الندم
ثرت على الوصاية
أطلقت الإشارة
وخطوت مع الرفاق خطوة البداية
قاومنا الاحتلال
ضربنا جنوده في الشوارع والحواري والأزقة و..
فوق التلال .
ورفعنا راية التحرير
واصلنا المسير
فتزلزل الأعداء
ولم يدركوا الذي حصل .

جُنَّ جنونهم
حشروا الناس في الزنازين
ساموهم العذاب
وبعثروا الجثث .

نصبوا الكمائن
نبشوا القبور والخدور
وجروا خلف لهاثنا
حاولوا وحاولوا
والله دائماً ينتصر .
كان درعناً وسيفنا
وإيمان شعبنا البطل .
*
يا اخوتي..
قد كنت مثلكم
والآن أنا مقعد
أمشي على الكرسي
يدفعني أخي أمامه ..
إذا أردت أن أجول في الأسواق
لأرى الوجوه ..
أسلم على الأحباب .
أحاول أن أساير الأحوال
فيلتف حولي الأصحاب
يذبحونني بالعطف والإشفاق ..
*
يا اخوتي ..
قد كنت مثلكم
يافع الشباب
حتى أصابني العدو برصاصة
تحمل الغدر والأحقاد .
في موضع حساس
فقدت بعدها الوعي والإحساس
وها أنتم ترونني
لم أستسلم
ولم أسلم لمطالب الأعداء
إن كنت ماشياً
أو مقعداً أسير بالكرسي
فأنا ما زلت شاباً مثلكم
أسعى بينكم
حلمي كحلمكم
أسمع النكات
وأضحك ضحككم .
*
يا اخوتي ..
رصاصة الأعداء أقعدتني
لكنني هزمتهم
وهاكم شهادتي
تثبت لكم تفوقي
تبرهن أمامكم جدارتي
وسلامتي
وأمامكم أنحني ..
للإخلاص والوفاء
ولكل من مات محارباً للشر
ومن أجل البشارة والأمل .
*