في حضرة قرص الشمس
تاريخ النشر : 2022-07-04
في حضرة قرص الشمس


بقلم: محمد جبر الريفي

ما زلت أذكر اليوم الذي رأيت فيه قرص الشمس لأول مرة في حياتي . . كنت صغيرا لم ابلغ الرابعة من عمري وكنت حينها واقفا أمام البيت مع اقراني من الأطفال وغالبيتهم من البيوت المجاورة.

جاء أخي من عمله في مساء ذلك اليوم وقت الغروب وكانت وسيلة ذهابه وإيابه دراجة نزل منها و ركنها على الباب حيث لا خشية من اللصوص كما يحدث في هذه الأيام ثم أمسك يدي ومشى بي خطوات حتى أصبحنا نرى مئذنة مسجد السيد هاشم التي تضاء بالفوانيس أمامنا بوضوح حيث لا عمران يفصل بيوتنا عنه فقد كانت المسافة تشغلها ارض زراعية كبيرة .. ساعتها رايت الشمس ترسل اشعتها الغاربة نحو البحر ..وصل بي العمر الآن إلى اعوام من العقد السابع ولكن منظر قرص الشمس الأحمر فوق المئذنة لا يفارق ذاكرتي قرص أحمر كبير بلون السماء التي بدأت تميل إلى عتمة الليل فكلما استيقظ صباحا وأرى أشعة الشمس تتسلل إلى زجاج نافذة غرفتي أتذكر ذلك اليوم الجميل من أيام الطفولة التي توارت به الشمس تاركة ورائها الشفق الأحمر يلف غمام السماء التي اكتسبت بلون الكرز ..اتمني ان أرى ذلك القرص مرة أخرى ولكن ليس في ساعة الغروب حيث سيحل الليل المظلم التي تسكن به الكائنات بل في لحظات الشروق حيث الحركة التي تدب في البيوت استعدادا لخروج تلاميذ المدارس والعمال وضجيج الباعة المتجولين في الشوارع
قرص أحمر جميل يحمل بشائر الحرية والتقدم للشعوب المغلوبة على أمرها المطحونة بانظمة القهر والاستبداد السياسي والظلم الاجتماعي التي تمارسه الأنظمة السياسية الفاشية على المستوي العالمي أجمع ..
.