النخالة يتصدى للمندسين الذين يسعون لإخماد المقاومة
تاريخ النشر : 2022-07-03
النخالة يتصدى للمندسين الذين يسعون لإخماد المقاومة


بقلم: خالد صادق

ما من مناسبة يتحدث فيها الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين القائد المجاهد زياد النخالة الا ويؤكد على القاعدة الأساسية المتينة التي يجب ان يستند اليها الجميع وهى «المقاومة» فكل الازمات التي يعاني منها شعبنا الفلسطيني لن تحل الا بالتمسك بخيار المقاومة كخيار استراتيجي للوصول الى الأهداف, هكذا علمتنا التجارب السابقة, وفق قاعدة ما اخذ بالقوة لا يسترد الا بالقوة, فخطاب الأمين العام ليس مكررا فيما يتم طرحه, انما يؤكد دائما على الثابت الاهم الذي يوصلنا الى نتائج سريعة ومؤثرة تقربنا الى الأهداف من اقصر الطرق, وزيادة التأكيد على طريق المقاومة انه الأنسب للوصول الى الأهداف يأتي استكمالا لوصية القائد المعلم الشهيد الدكتور فتحي الشقاقي, واستكمالا لنهج الدكتور رمضان شلح, فهي وصية يرددها الأمين العام القائد زياد النخالة حتى ترسخ في الاذهان, وتسري في النفوس كمسرى الدم في العروق, فالاستراتيجية في المقاومة, ومساحة المناورة تأتي في التكتيك لأجل الحفاظ على المقاومة وعدم وأدها, فمهمة الحفاظ على المقاومة كخيار قائم ومستمر لا تقل أهمية عن انتهاج هذا النهج وممارسته, ولذلك هناك مسعى لدى الأمين العام القائد النخالة وقادة اسلاميين ووطنيين بأن تتحول المقاومة الى ثقافة شعب, وفعل ممارس على الأرض بشكل اعتيادي, وسلوك يومي طبيعي, حتى تستطيع ان تتغلب على كل المخططات والمؤامرات الهادفة لوأدها والقضاء عليها, لذلك يقول الأمين العام القائد زياد النخالة «اذهبوا الى القتال كما تذهبون الى الصلاة» ويتحدث عن مشاغلة الاحتلال بشكل يومي ومستمر من خلال الاشتباك الدائم معه, فقبلة المجاهدين الاطهار دائما مواجهة الاحتلال.

الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي القائد المجاهد زياد النخالة قال في كلمة له في مهرجان تكريم للشهيد القائد جمال أبو سمهدانة مؤسس لجان المقاومة الشعبية، «أن الشعب الفلسطيني لن يكون جسرًا ليمر من خلاله العدو الصهيوني لكل العواصم العربية والإسلامية، مشددًا أن شعبنا سيقاتل فداءً لفلسطين والقدس؛ كي لا يستقر العدو في مركز انطلاقته إلى المحيط العربي والإسلامي», فاهم عوامل استمرار النهج المقاوم ان يتحول الى فعل شعبي طبيعي, وثقافة راسخة, فالتحديات كبيرة, وهناك من يحاول ان يسوق للاحتلال ويفرضه على شعبنا وشعوب المنطقة, ويظهره على انه صاحب حق ويجب التعايش معه, وبما ان هذا المخطط تتجند له دول وأجهزة ومؤسسات, فان ضرورة مجابهته تتطلب ان تبقى لغة المقاومة حاضرة, تكشف كل هذا الزيف الذي يتم الترويج له, وتظهر الحقائق واضحة وجلية للجميع, وكما أوضح القائد النخالة خلال كلمته في مهرجان القائد جمال أبو سمهدانة، فأن العدو الإسرائيلي، ومن يدفع شعبنا إلى الاستسلام، والمؤتمرات العلنية والسرية مع العدو، يريدون إقامة ناتو تقوده «إسرائيل» يمتد من شمال أفريقيا مرورًا بكامب ديفيد وصولًا إلى وادي عربة ودول الخليج. وأن المندسين يحاولون أن يخمدوا المقاومة، ويسلموها لأعداء الأمة، حتى بتنا لا نرى إلا صورهم، يجتمعون؛ ليوقعوا على صكوك التسليم وهم يتفاخرون، مشددًا على أن شعبنا لم يتوقف عن قتال العدو منذ أكثر من سبعين عامًا، ولن يتوقف حتى التحرير، فوحدهم الذين يحملون السلاح، ويرفعون راية المقاومة في فلسطين، وفي لبنان، وفي كل مكان من منطقتنا العربية والإسلامية، قادرون على أن يوقفوا الانهيار، ويعيدوا التوازن للأمة».

القائد النخالة استهل كلمته بالقول « الشهيد لا يذهب إلى الموت، بل يذهب إلى الحياة والاشتباك المستمر، يذهب لصناعة جيل جديد لا يعرف الذل والمهانة، لتبدأ الروح في صياغة مفاهيم جديدة غير التي تعارف عليها الناس في حياتهم؛ فالشهداء يعيدون تشكيل الحياة بقوة أكبر، وعزم أمضى، فلا حياة كريمة لنا بدون الشهداء, إنها أيام الجهاد الفلسطيني الممتدة من غزة ومجاهديها الأبطال، إلى الضفة والقدس، ومن القائد جمال أبو سمهدانة في غزة، إلى القائد جميل العموري في جنين... إنها شجرة الجهاد أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ.» هكذا يجب ان تترسخ المقاومة في الاذهان, ويجب ان تتحول لثقافة ونهج طبيعي, وهى مدعومة بالبعد الديني والعقدي, والبعد الوطني والقومي, والبعد القانوني والتشريعي الراسخ, فالمقاومة حق اصيل تكفله لنا القوانين الدولية والشرائع السماوية, فالموت لا يمكن ان يكون رادعاً للنهج المقاوم, انما هو محفز اكبر للتمسك بالمقاومة, «والدم يطلب الدم, والدم قانون المرحلة» كما قال القائد المؤسس الشهيد الدكتور فتحي الشقاقي, فالعلو والإفساد الصهيوني يملأ سماءنا وهواءنا وحياتنا، فيخرج الشهداء من بيننا ليكسروا معادلات الذل، ويصيغوا عالمًا جديدًا يطرد كل المرجفين وتجار الأوطان, هكذا يعبر القائد المجاهد زياد النخالة عن طبيعة صراعنا مع الاحتلال مستندا لشريعة المولى عز وجل « أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا ۚ وَإِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ», وقول عمر ابن الخطاب -رضي الله عنه- «ما ترك قوم الجهاد الا وذلوا» فثقافة المقاومة كما قلنا ونؤكد ان لها بعد ديني عقدي, وبعد وطني قومي, وبعد قانوني وتشريعي راسخ, فلن نكل ولن نمل في التذكير بضرورة التمسك بالمقاومة كخيار لن نحيد عنه.