من حجر كارتر إلى القرن ترامب . بايدن .. شرفت يا نيكسون بابا
تاريخ النشر : 2022-06-27
من حجر كارتر إلى القرن ترامب . بايدن .. شرفت يا نيكسون بابا


بقلم: حمدي فراج
رغم أن مجيء رئيس أمريكي للمنطقة اليوم ، لم يعد بخطورة ما كان عليه الامر بالامس ، الامس القريب عندما جاء دونالد ترامب و معه "صفقة القرن" و منح في مطلعها القدس كلها عاصمة ابدية لاسرائيل ، والامس البعيد ، عندما جاء جيمي كارتر ليمنحنا "حكم ذاتي" ملحق باتفاقية كامب ديفيد المصرية ، فرشقناه طلبة جامعة بيت لحم بالحجارة خلال توجهه لمقابلة الياس فريج رئيس البلدية انذاك الذي رحب بمبادرته و عدّها "قنبلة سلام نووية" ألقاها السادات على اسرائيل . 


اليوم ، و بعد نحو خمسين سنة ، يعود رئيس امريكي آخر هو جو بايدن ، و معه مشروع خطير ، لا يقل خطورة عن صفقة القرن و لا عن الحكم الذاتي ، يتعلق بتشكيل حلف عربي صهيوني لمواجهة "الخطر الايراني" ، و كأن ايران هي التي تحتل فلسطين لا اسرائيل ، و كأن اسرائيل هي التي تدافع عن سوريا ازاء الحرب الكونية الدونية التي شنت عليها عبر جماعات التكفير ، لا ايران التي لولاها لسقطت سوريا في براثن اسرائيل وامريكا وتركيا ، كما سقطت مصر عبد الناصر و عراق صدام حسين و ليبيا القذافي . بقية الدويلات والممالك و الامارات والمحميات ، فهي ساقطة منذ يومها ، و مجرد ادوات طيّعة في يد امريكا.

مخطيء من يظن ان الحلف الوليد سيقتصر على دول الخليج في شرقي الوطن الكبير ، بل سيضم جنوبي اليمن على باب المندب ، ثم يمتد الى غربي الوطن عبر المغرب وليبيا و ربما تونس ، و في جنوبه مصر و معها السودان بدولتيه الجديدتين ، و في الشمال العراق و الاردن و فلسطين السلطة و جزء غير مخفي من لبنان الجعجع والسنيورة . 

قد يتساءل البعض المحق : ما هو الثمن الذي سنقبضه نحن الفلسطينيين للموافقة على الانضمام لهذا الحلف الملعون ؟

قد يكون الثمن انضمام الضفة الى المملكة الاردنية الهاشمية فتصبح المملكة الفلسطينية الهاشمية ، و قطاع غزة الى جمهورية مصر العربية ، و ينتهي السجال النظري الكلامي عن دولة مستقلة ، واقع امر المنطقتين العملي لا يشي بأقل من ذلك ، والطريق بين القصور الأربعة سالك ذهابا وايابا ، أكثر مما هو سالك بين الضفة و القطاع ، ليس بدعوى حاجز ايرز الاسرائيلي الوحيد فحسب ، بل لدواعي الخلل بين الحركتين الحاكمتين لدولتين وهميتين . 

ليس مطلوبا أكثر من "حجر" كالذي رشق على موكب كارتر لاسقاط الحكم الذاتي ، و موقف موحد لقوى الشعب الفلسطيني لاسقاط صفقة قرن "القرن ترامب"، رغم ان المنطقة اليوم تحتضن محور مقاومة عالي التسليح والهمة و يقف على أهبة رصاصة ، تنطلق من هنا او هناك ، فتدفع فيها اسرائيل ثمنا باهظا لم تدفعه من قبل طول حياتها .
*************
قبل حوالي خمسين سنة زار الرئيس الامريكي نيكسون مصر "السلام" ، فغنى له الشيخ امام بالعامية المصرية : شرفت يا نيكسون بابا يا بتاع الووتر غيت / عملولك قيمة و سيما ، سلاطين الفول والزيت / عزموك فقالوا تعالى ، تاكل بونبون وهريسه ، قمت أنت لأنك مهيف صدقت إن إحنا فريسة / فرشولك اوسع سكة ، من راس التين على عكا ، و هناك تنزل على مكة ، و يقولو عليك حجيت .