وطنية كلب
تاريخ النشر : 2022-06-25
بقلم: فتحي العابد

كلب من فرقة الشرطة كان واقف على حاجز أمني، وبالصدفة عبر نائب برلماني بسيارته، وعندما تعرفوا عليه سمحوا له بالمرور ورفعوا الحواجز بحكم صفته، لكن الكلب كان له رأي آخر بواسطة حاسة الشم القوية، حيث كان متأكد أن سيارة النائب البرلماني فيها مخدرات، وبدأ بالنباح وحاول أن يهجم على السيارة، فأدرك عناصر الشرطة أن السيارة فيها مخدرات ولكنهم لم يستطيعوا اعتراض طريق النائب و تفتيش سيارته خوفا من الحصانة التي يتمتع بها.

 لكن الكلب كان مصمما ومع إصراره فكّ الشرطي رباطه لينقض الكلب على السيارة وتقدم عناصر الشرطة من النائب وطلبوا منه السماح لهم بتفتيش السيارة.. فرفض مدّعيا أنه لا يوجد فيها شيء، وصاح بهم كيف يرضخون لنباح الكلب!

 
وبعد شد وردّ بين رجال الشرطة والنائب تم تفتيش السيارة، وعثروا بداخلها على كميات كبيرة من المخدرات.
فقال رئيس فرقة الشرطة الموجودة على الحاجز: أكثر ما يؤلمني ليس لأنه كذب علينا ولا لأنه تاجر مخدرات ولا لأنه أساء لسلك الشرطة.. ولكن ما يؤلمني أنّ هذا الكلب غيور على الوطن أكثر ممن أقسم على حمايته!

هذا الكلب لا يعرف ماذا يعني نائب أو وزير ولا يعرف الحصانة، هذا الكلب تدرب على خدمة الوطن فقط، تدرب على الوفاء لأرضه التي يعيش عليها، الوفاء لعمله المكلف به..
الكلب لم يقسم على حماية الوطن ولا يعرف معنى الوطن أساسا هو فقط لاحظ الخطأ ورفض أن يحصل.