زيارة "تاريخية" تعزز التضامن العربي
تاريخ النشر : 2022-06-22
زيارة "تاريخية" تعزز التضامن العربي


بقلم: علي ابوحبله
عقد العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، والأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولي العهد السعودي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، مباحثات في قصر الحسينية، الثلاثاء، بحضور الأمير الحسين بن عبدالله الثاني ولي العهد.
وأكد العاهل الأردني على الدور المحوري للسعودية بقيادة الملك سلمان في دعم قضايا الأمة، فيما شدد الأمير محمد بن سلمان على حرص المملكة على توطيد العلاقات الأخوية مع الأردن، لافتا إلى أن الهدف هو الدفع نحو مرحلة جديدة من التعاون لمصلحة الأردن والسعودية، وأن هناك فرصا كبيرة في الأردن ستعود بالنفع على البلدين.
ونقل ولي العهد السعودي تحيات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، للملك الأردني، فيما حمل العاهل الأردني، الأمير محمد بن سلمان تحياته لخادم الحرمين الشريفين.كما قدم العاهل الأردني لولي العهد السعودي قلادة الحسين بن علي، تجسيدا للعلاقات بين البلدين، وأكد الطرفان اعتزازهما بمستوى العلاقات الثنائية بين البلدين.
وتعد العلاقات السعودية الأردنية علاقات ثابتة ومتينة ودائمة ومستقرة ومدفوعة بالقيم والمصالح المشتركة، حيث ترجع العلاقات إلى عام 1933 عندما تم الاعتراف المتبادل بينهما، ما نتج عنه عقد معاهدة صداقة وحسن جوار لتنظيم العلاقة وترسيم الحدود.
وبعد المعاهدة، تم تعزيز العلاقات عبر تبادل الزيارات بين قيادات ومسئولي البلدين على مدار العقود الماضية، وصولا لعهد العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز والعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، حيث ارتقت العلاقات إلى مستويات غير مسبوقة من التعاون على مختلف الأصعدة، لما فيه مصلحة شعبيهما وأمنهما واستقرارهما، ومناصرتهما للقضايا الإسلامية و العربية وفي اولى القضايا قضية فلسطين وعروبة القدس
‏‎وتتماثل المملكتان قديما وحديثا في المواقف السياسية الدولية والإقليمية، بتوافق الرؤى والمنطلقات على مستوى قيادتيهما العليا إزاء مجمل القضايا والأحداث الدولية التي تخص منطقة الشرق الأوسط أو القضايا الدولية الأخرى، في جو من التفاهم العميق والتشاور المتبادل التي تتشكل في الزيارات التاريخية المتتالية فيما بين قادة البلدين في احترام متبادل.
وقام البلدان في أبريل/نيسان 2016 بالتوقيع على محضر إنشاء مجلس "التنسيق السعودي الأردني"، بهدف تنمية وتعميق العلاقات الاستراتيجية والتشاور والتنسيق السياسي في القضايا الثنائية والإقليمية والدولية، وتعزيز التعاون القائم بين البلدين في مختلف المجالات بما يحقق تطلعات القيادتين والشعبين.، وأحد أبرز مخرجات مجلس التنسيق السعودي الأردني كان تأسيس الصندوق السعودي الأردني للاستثمار عام 2017 للاستثمار في مشاريع البنية التحتية والتنموية في الأردن.
كما تم تشكيل اللجنة السعودية الأردنية المشتركة، التي سعت لتذليل العقبات كافة، للارتقاء بالعلاقات الاقتصادية نحو آفاق أرحب، تحقق طموحات وتطلعات الشعبين الشقيقين، وبما ينسجم ورؤية قيادتي البلدين وتوجيهاتهما. وعقدت تلك اللجنة آخر اجتماعاتها في الأردن يومي 28 -29 مارس/آذار الماضي، وتم خلاله توقيع عدد من الاتفاقيات المشتركة التي ستسهم في تحقيق أهداف اللجنة، وتبادل الخبرات والمعلومات بين البلدين في مجالات السكك الحديدية والنقل والاتصالات وتقنية المعلومات والجمارك والشؤون البلدية والهندسية والمقاولات، والشؤون الإسلامية والثقافية والإعلام، والتعليم، بالإضافة إلى الاستمرار في العمل على برنامج التعاون الموقع بين المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني في المملكة ومؤسسة التدريب المهني في الأردن.
ولا يفوتنا أن نذكر أن زيارة ولي العهد السعودي إلى الأردن تترافق مع تطورات إقليمية ودولية لافتة، فإن اختياره لدول محورية هي: الأردن وتركيا ومصر، يؤكد حرصه على توحيد المواقف وكسب التأييد تجاه أبرز الملفات، قبيل قمة الرئيس الأميركي جو بادين. وأن الزيارة في توقيتها "احدث مهم بحد ذاته سياسيا، وجزء من تنسيق وتواصل تواصل دائم فيما يخص قضايا المنطقة ، والزيارة في توقيتها حدث غير مسبوق تسبق زيارة بإيدن للسعودية وتقود إلى تنسيق المواقف بين البلدين على اعتبار أن الأردن ملم بقضايا المنطقة وملفاتها الساخنة وفي أولى أولويته القضية الفلسطينية وسبق أن التقى الملك عبد الله الثاني الرئيس بايدن مرتين استعرضا خلالهما ملفات المنطقة وتداعيات الحرب الاوكرانيه الروسية والحل على المسار الفلسطيني
تنسيق المواقف شئ مهم وزيارة ولي العهد السعودي للمنطقة تأتي في سياق " التنسيق استعدادا لزيارة الرئيس الأميركي للمنطقة وللسعودية". و "القمة التي ستجمع الرئيس الأميركي مع قادة الخليج ومصر والأردن والعراق، تنسيق مهم لقمة ستبحث ملفات مهمة للمنطقة". وعلى " طاولة البحث ملفات المنطقة في سورية والعراق ولبنان، وهي ملفات لديها مكانة في جدول اهتمامات الأردن والسعودية". "أما القضية الفلسطينية، فستكون حاضرة، مع ضرورة استثمار المرحلة القادمة لإعادة بناء عملية تفاوض مثمرة بين إسرائيل والفلسطينيين".