عزم الصادقين.. مناورة في التوقيت والزمان المناسبين
تاريخ النشر : 2022-06-20
عزم الصادقين.. مناورة في التوقيت والزمان المناسبين


بقلم: خالد صادق

تنفذ سرايا القدس مناورة عسكرية جديدة تحمل اسم «عزم الصادقين», وهذه المناورة جاءت في الوقت والزمان المناسبين، فهي تأتي في ظل التهديدات الصهيونية والنوايا المبيته للاحتلال في البدء بالتقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى المبارك، ومحاولة الاحتلال حرمان الفلسطينيين من الصلاة في الحرم الابراهيمي الشريف ومصادرته وتهويده بالكامل، وفي ظل الحديث عن اجتياح جيش الاحتلال لجنين ونابلس, ومناورة سرايا القدس تأتي استكمالا للمناورات التي نفذتها غرفة العمليات المشتركة في ديسمبر الماضي والتي حملت اسم «الركن الشديد2» واستكمالا مناورات أخرى نفذتها كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس والتي حملت اسم «درع القدس» وكل هذه المناورات تهدف لايصال رسائل واضحة للاحتلال, ان المقاومة الفلسطينية على اتم الجهوزية للتصدي لأي عدوان صهيوني على شعبنا, سواء في قطاع غزة او الضفة المحتلة او القدس او أهلنا في الأراضي المحتلة عام 48, وهذه المناورة تأتي في الزمان المناسب حيث زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن الى المنطقة, لإقامة تحالف جديد تقوده «إسرائيل», ويهدف لتمكين «إسرائيل» من السيطرة على المنطقة العربية برمتها, والتحكم في خيراتها وثرواتها, وتشكيل قوة دعم اقتصادية كبيرة لأمريكا والدول الأوروبية خاصة في مجالي البترول والغاز, بعد ان اثرت الحرب الروسية الأوكرانية على تدفق الغاز والبترول الى أوروبا التي كانت تعتمد على الغاز الروسي في وارداتها بنسبة 90%, والمطلوب إيجاد بديل, ويرى بايدن في «إسرائيل» بديلا مناسبا فهي تسرق غاز قطاع غزة, وتريد ان تسيطر على حقل غاز «كاريش» بمساعدة الإدارة الامريكية.

مناورة «عزم الصادقين» تستمر على مدى أيام وفق ما صرح به الناطق العسكري باسم «سرايا القدس»، أبو حمزة وهى تحاكي عمليات ميدانية متعددة، بمشاركة عدة تشكيلات عسكرية، أبرزها الوحدات الصاروخية والمدفعية ويضيف أبو حمزة أن هذه المناورات تأتي في إطار رفع الجاهزية القتالية لدى مجاهدينا، وتأكيداً منا لاستمرار مشوارنا الطويل الممتد بالمشاغلة والمراكمة حتى التحرير والعودة», مناورة عزم الصادقين ليست مناورة استعراضية انما تأتي في اطار «الردع المنعى» الذي يوحي للاحتلال ان أي معركة تجاه قطاع غزة لن تكون مجرد نزهة كما كان يردد قادته السابقون, بل اصبح لها ثمن, وهذا الثمن ستدفعه «إسرائيل» والجبهة الداخلية الرخوة للاحتلال, «فإسرائيل» تعاني من الهجرة العكسية لليهود في اعقاب ملحمة سيف القدس البطولية, وهناك ارقام مهولة تحدثت عنها مراكز إسرائيلية متخصصة لهجرة اليهود «خارج البلاد» فما يربط اليهود بفلسطين هو المكاسب المادية والاستقرار الاقتصادي والمعيشي, وهذا ليس متوفرا في ظل المقاومة الفلسطينية التي تقف بإمكاناتها العسكرية الضئيلة مقارنة بإمكانيات الاحتلال العسكرية المهولة, لكنها تستطيع ان توظف هذه الإمكانيات العسكرية لزعزعة استقرار الإسرائيليين, وتهديدهم في اقتصادهم وفرص عيشهم, وضرب جبهتهم الداخلية, فالمقاومة لن تتخلى عن المعادلات التي فرضتها على الاحتلال الصهيوني في اعقاب ملحمة سيف القدس, ولن تقبل ان يمرر الاحتلال سياساته او جرائمه دون ان يدفع الثمن, فالرسائل باتت واضحة, وعلى الاحتلال ان يقرأها جيدا, وقدرات المقاومة العسكرية واداؤها الميداني يتطور لمفاجأة الاحتلال وارباكه.

ان من اهم عوامل القوة التي تملكها المقاومة في معركتها مع الاحتلال هو تماسك وقوة الجبهة الداخلية الفلسطينية, وانسجامها الكامل مع المقاومة, وايمانها المطلق ان طريق المقاومة هو الطريق الوحيد للوصول الى الأهداف وتحقيق انتصارات على الاحتلال, وكبح جماحة ووقف اطماعه ومخططاته العدوانية, وحتى تكتمل حالة الانسجام هذا, تخرج المقاومة بمناوراتها العسكرية لتقول لشعبها ان يدها على الزناد, وانها لن تتخلى عن واجبها تجاه شعبها, وانها تملك من القوة ما يمكن ان تردع به الاحتلال, وعزم الصادقين لا ينكسر ولا يلين, ودرع القدس سيبقى يدافع عن القدس والشعب والأمة العربية والإسلامية حتى يتحقق النصر, الركن الشديد هو ركن الشعب الصامد المرابط الذي تلجأ اليه المقاومة وتتحصن به لأنه منبع القوة الذي يدفع المقاومة للصمود والثبات في وجه أي عدوان صهيوني على شعبنا, المقاومة باتت ثقافة شعب, والفعل المقاوم يمثل اقصر الطرق للوصول للنصر والتحرير, وكل محاولات التحريض الصهيوني والامريكي والصليبي والعربي على المقاومة لن يجدي نفعا, بل سيزيد من التلاحم بين المقاومة وشعبها, فوفرها جهودكم وتحريضكم, لان الفلسطيني يملك من الوعي والحصانة ما يجعله قادرة على تجاوز الشائعات والتحريض ومحاولات شق الصف الداخلي الفلسطيني, هناك من يحاول استغلال الانقسام للتحريض على المقاومة, وهناك من يحاول استغلال الحصار للتحريض على المقاومة, وهناك من يحاول استغلال الفقر والبطالة للتحريض على المقاومة, لكن كل هذا يسقط ويتقزم امام وحدة الموقف الفلسطيني في مواجهة أطماع الاحتلال ومخططاته العدوانية, انها قوة ومتانة «عزم الصادقين».