رفقا بإخوانكم المغتربين
تاريخ النشر : 2022-06-20
بقلم: عبد الحفيظ كورجيت 

حدثني أحد المعارف بشيء من الامتعاض عن قصة المغتربين و هداياهم البسيطة و في حديثه مسحة من سخرية.
إن وجب التسليم ببساطة الهدايا و هزالة قيمتها المادية فوجب التذكير أن نصيبا من الإحباط يتحمله منتظر الهدية .
لا يخفى على أحد أن عائلاتنا كبيرة و احتياجاتها و انتظاراتها أكبر.
و ربما يخفى على بعضنا أن المغتربين ليسوا في جنة و لا يعيشون في نعيم. فيهم المتقاعدون و العاطلون و العمال، و هؤلاء ينتزعون الأورو انتزاعا من فم الأسد. أغلبهم يشتغلون في المعامل و المزارع لساعات طوال. منهم من يستيقظ على الساعة الرابعة صباحا، في جو بارد يُجمّد الدّم في العروق، و يستقل المترو أو سيارته الخاصة ليلتحق بمقر العمل البعيد بساعة أو ساعتين وعندما ينهي عمله يقطع نفس المسافة ليعود منهكا في المساء و هو يعلم أنه سيفعل نفس الشيء في اليوم الموالي و اليوم الذي يليه. هي إذا حياة صعبة فيها كفاح و مشقة من أجل لقمة العيش.
و رغم كل هذه المشقة و هذا التعب فإنه يخصّص شيئا من عرقه لعائلته و معارفه في الوطن.
هو يعرف أن الأب و الأم و الأخ و الأخت و أبناءهما و الأصهار الصغار و الكبار ينتظرون عودة "الفاكانسي".
كيف يمكن له أن يلبي كل الانتظارات و هو يعمل السنة كلها من أجل توفير ميزانية السفر( و هذا حال الأغلبية لأن الإستثناءات لا يقاس عليها؟)

لا شك أن المغترب سيُحضر للناس ما خف وزنه و رخص ثمنه و إلا فلن يستطيع إرضاء " طمع" المنتظرين.
كثير منهم لا يعود للوطن لسنوات لأنه لم يستطع توفير ميزانية العطلة و فيها مصاريف الرحلة و مصاريف الأكل و الشراب و مصاريف الهدايا للأحباب. 

النظر للجزء المليء من الكأس يقتضي الرضى بما وصلك من أخيك في الغربة لأنه عربون محبة. وتذكر أن سماء أوروبا لا تمطر ذهبا.