بقلم: توفيق عبيد
إسماعيل و محمود أخوين ناما في حضن الوطن... تدثرا بحرام تركي وتغطيا بجواز قطري ... أخذ القطر ينهمر من ثديي الوطن ... تعلق كل واحد منهم في ثدي وأخذ يرضع المليارات والملايين ... أرضع كليهما ذريتهما بنهم ... رضعوا الملايين ومنهم من بلع عشرات الملايين.. تطايرت مئات الآلاف من القطرات الى ذوي القربى .
مر بالجوار شاهد أخذ يضرب كفاً بكف ويقول : حلبوا الوطن... قدر هذا الوطن أن يقع فريسة زمرة من الفاسدين ...خائني الأمانة ... الأمانة التي أبت السموات والأرض والجبال أن يحملنها وأشفقن منها فحملها إسماعيل ومحمود ...رضعوا الأضرار وحلبوا التجار .. رضعوا الوطن و حلبوا المواطن .
نما الى علم الناس من شاهد أن محمود وإسماعيل حلبوا الوطن ولم يعد هناك حليب كثير للناس...صرخ الناس ...جريا الى الأمام ...جرى الناس خلفهم ورموهم بالحجارة ، صرخ الناس خلفهم: يا خائني الأمانة إلى القبر بلا سلامة ... أسأتم استخدام الأمانة يا خائني الأمانة .. خزي في الدنيا وفي الآخرة ندامة!!! اللي متغطي بقطر عريان واللي متمسك بالتركي تعبان ... أخذا يجريان والناس تجري خلفهما وترميهم بالطوب حتى وقعا في حفرتين معتمتين عميقتين... أخذا يهويان سحيقاً... نظرا الى اليمين نار... الى اليسار الشجاع الأقرع ...الى الأمام ملك مخيف...الى الخلف ملك تقشعر له الأبدان ضربهم ضربة خرٌا بعدها سبعين خريفاً في الأرض ، حاولا الخروج ضربا جبهتيهما في بلاطة القبر ...بلاطة القبر قالت: الى أين ستهربان ؟؟!! هل ستهربان من صندوق العمل؟! صندوق العمل إما روضة من رياض الجنة لو أنكما أحسنتما استخدام الأمانة ورضعتم ما يكفيكم من حليب وكفى...ولكنكما رضعتم الوطن.. حلبتم الثدي كله... رضعتم المليارات...قبركما حفرة من حفر النار لأنكم اسأتم استخدام الأمانة ...وفي الآخرة نارٌ عظيمة عليها 70 ألف ملك غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون خالدين فيها الا أن يشاء الله.
قبور من نار
تاريخ النشر : 2022-06-15