سكيران يستفتيان
تاريخ النشر : 2022-06-15
بقلم: شقيف الشقفاوي
انتهزا الفراغات بين المصلين و انزاحا صوب الصفوف الأمامية في جمعة جامعة ، لم تخطر على بال أحد من المصليين و المصليات ، الذين قصدوا الجامع و قد اغتسلوا و و تطيبوا و لبسوا أفخر الثياب
قال لرفيقه بنبرة استهزاء و استخفاف :
_ الصلاة في الصف الأول و وراء الإمام تطفو على نظيراتها من الصفوف الأخرى ، و كاد يقسم بسيدي عبد القادر أو بأحد الأولياء الصالحين ، و هم كثر مثل عظام الرأس كما تقول زوجة أحدهما ، لكنه انتبه أنه وراء الإمام ، و له في ذلك عبرة من أولي الألباب ،
اشرأبت عيونهما على موقف من تلك المواقع المحجوزة و نيفت على نيف كان يسموان إليه ، لكن العائد لتوه نكزهما برفق و خيرهما بالمغادرة ، إذ هما وراء الإمام و في موقع لا يتوقعا مآليه ، تنحنح أحدهما و هو يهم ، و تأكد الثاني أنه تأخر بعض الوقت ، و لولا شراسة الأعين التي تغمرهما لما تجرأ على تخط الرقاب نحو مصب يفيض بالقانتين في ود المكان ، لكن النكزات لازالت تتوال وتتكرر ، تلفتا لفتة ريب من أمرهما و كاد الناكز يشتمهما بكل الشتائم و أصناف الاشارات المخلة و المخجلة التي قد تصدهما و تثنيهما ، و الإمام على المنبر يخطب ود من حرروا البلاد و استعبدوها لأنفسهم، و أمموا مصيرها بالسهر و الحمى إذ اشتكى عضو تداعت له سائر الأعضاء
قال الذي تجرأ في الوصول إلى صدر المنبر وهو يشير صوب الإمام ، و قطعة المعدن المعلقة على كتفه توحي أن هذا السكير ليس له إلمام بالصلاة و لا بحمل السلاح
_ ربكم ،،، ربكم ...؟؟
غرقت قلوبهم في الخوف ، و غرقت حنجرة السكير الثاني في الصياح ، لكن الإمام تصدى لوابل الدوي بصدره و اخترقته قطع المعدن الثقيل و نزف قلبه ومات ، عمت الفوضى و عم الصياح ، إلا بائع القنب أخفى الأمانة تحت السجاد و خرج من بوابة الجامع الواسعة و هو يقول و قد عبث المخذر بعقله :
سكيران كتما صوت الإمام ،،، جاء يستفتيان فقط .