أجمل هدية يقدمها الكويتي للفلسطيني
تاريخ النشر : 2022-06-14
بقلم عدنان مكّاوي - كاتب فلسطيني مقيم بالكويت

كنت في ضيافة ديوان علي سالم أبو حديدة ، النائب السابق في مجلس الأمة الكويتي الأربعاء الماضي في منطقة الرابية الواقعة شمال العاصمة: فسرد لنا موقفا حدث معه وقال : مرضت أمي الغالية قبل بضع سنوات.. فأشار عليّ بعض المعارف والأقارب.. بالذهاب بها إلى عمّان - الأردن؛ حيث يوجد طبيب أردني .. متمرس ماهر.. في معالجة حالتها المرضية المستعصية.. فاتصلت تلفونياً بالطبيب المشار إليه فإتفقنا أن يزورنا في الكويت بدلاً من عناء سفر والدتي.. جوّاً إلى عيادته في عمّان - الأردن.. بشرط واحد؛ أن تأتي معه زوجته.. أم عياله..!
وبالفعل استخرجت له عبر وزارة الداخلية .. فيزا زيارة له ولزوجته.. وحجزت لهما للإقامة في فندق مرموق يطل على مياه الخليج الزرقاء الصافية..
وفي غضون أيام قلائل.. كان بيننا في الكويت.. يفحص والدتي المسنّة.. ويعالجها.. وبعدما انتهت مهمته الطبية.. شكرته جزيل الشكر وعرضت عليه المال.. فرفض المال وقبل الشكر وقال: أنت يا أبو سالم ، قدّمت لي أجمل هدية..
وهدية لا تقدّر عندي بثمن.. فقد أسعدت زوجتي ..رفيقة دربي .. أم أولادي.. وحققت لها أمنية حياتها التي لم أستطع أن أحققها لها.. رغم شهرتي الكبيرة وصيتي الواسع ..في مجال الطب البشري.. فقد كانت أمنيتها في الحياة.. أن تزور بيت والدها ووالدتها وإخوتها وأخواتها.. البيت الذي ولدت وترعرعت فيه.. في الفروانية.. قبل الغزو العراقي واضطرارها للهجرة من الكويت مع عائلتها كلها.. بفعل تداعيات الغزو والاحتلال العراقي الغاشم للكويت عام ١٩٩٠
صحيح أنها عادت إلى الأردن موطنها.. وتزوّجت ..وأنجبت الأولاد والبنات.. لكن بقيت في نفسها أمنية أن تزور بيت عائلتها في الفراونية وأن تتفقد ولو لسويعات قليلة معالم الحي الذي كانت تسكنه وتلعب فيه .. وهي صغيرة.. وترى البقالة التي كانت تشتري منها الحلويات .. وهي طفلة.. وتذهب معي كما كانت تذهب مع والدها.. رحمه الله إلى سوق السمك في شرق ؛ لتشتري السمك الزبيدي الكويتي الطازج.. وتطبخه لي كما كانت أمها رحمها الله تطبخه لوالدها.. ليأكله وتأكله هي وإخوتها وأخوانها هنيئاً مريئاً.
كانت أجمل أمنية لزوجتي الفلسطينية الأصل.. الأردنية الجنسية .. أن تزور الكويت مسقط رأسها.. وتمرّ من أمام مدارس الفروانية.. التي تعلّمت واجتازت فيها بتفوق جميع مراحلها التعليمية الابتدائية والمتوسطة والثانوية.. وأن تناجي وجهاً لوجه بعض زميلاتها الكويتيات وغير الكويتيات.. التي بقيت تتواصل معهن ويتواصلن معها.. حتى يومنا هذا.. بعد هجرتها الكويت مضطرة. أنت يا أبا سالم .. حققت لزوجتي أمنيتها في الحياة.. فأسعدتها .. وأنا سعدت لسعادتها.. وهذا عندي لا يقدر بثمن.. فلطالما كانت تتمنى أن تسمح الكويت لمن ولد فيها وعاش فيها.. أن يزور الكويت دونما شروط.. !
لذا ؛ فأنا وزوجتي وأولادي ..في خدمتكم.. وخدمة الكويت دائماً وأبدا..!