عربة
تاريخ النشر : 2022-06-13
بقلم: شيماء نجم عبدالله
في ذات ساعة والليل يسدل بستائره السوداء على ارضنا, قرر ابي الرحيل عن بلدتنا حملنا وصندوقٌ خشبي في العربة ولم يخبرنا عن وجهتنا, كنا كنعاج صغيرة يجرنا حسبما يريد لم يسألنا عن رغبتنا في ترك احلامنا, النجوم تختفي وتظهر تحت الغيوم الحزينة كانت تخاطبنا كل حين، اغطي جسدي واختي بخرقة بالية عساها ان تسكت تأوهاتنا من صقيع شديد, ترقرقت دموعي فوق الصندوق الخشبي واذا به يكلمني قائلا:
- لما البكاء ونحن سنُغرس في ارض خضراء مليئة بالدفء والشمس, لقد اضنانا البرد هنا اتركينا نرحل بسلام وكفاكِ بكاء على احلامٍ لن تريها في ارض الثلوج هذه.
- وما همكَ انت مجرد خشبة قد يحرقوك وقد يحولوك الى كراسي ودواليب, اما انا فحياتي هنا واحلامي هنا وروح ابي هنا, ابي الذي قد تراه يجر العربة وكلهُ رغبة للرحيل ولكنهُ ترك روحه في هذه الارض.
- عن اي روح تتكلمين اباكِ لم يبقى منهُ شيء, هو مجرد هيكل يتحرك, تقوس ظهره دليل على فقدانه للروح.
- ابي فقد الروح عندما خانته الايام والناس, لكني لن اتركه يفقد الامل سنرحل معه الى الارض الاخرى ولكننا سنعود به وهو مرفوع الرأس وستكون الشاهد على ذلك ايها الخشبة.
قهقه الصندوق بخبث واحاط الفتاتان بكلتا يديه:
- احرقوني ان رغبتم فالبرد قارص واحلامي بدأت تتجمد.
- لن احرقك فأبي حملك امانة وترك جسد امي في داخلك حتى نصل, وقتها سأزرع الارض التي لطالما حلم بها وامي.