بقلم: شيماء نجم عبد الله
الطرقات خالية والمحال التجارية مغلقة، لا أرى سوى بعضا من الاكياس تتطاير وبعضا من المجانين يسيرون دون الخوف من فايروس او من شرطة قد تحتجزهم او من شمس قد تسلخ جلودهم المنكشفة، لا احد يتفحصهم هم فقط من يتفحصون المارة وخصوصا النساء، مررت من جنبه والخوف ينتابني من ان تنالني صفعة على رأسي من كفه المتمرغ بالتراب، نظراته المرعبة تكاد تأكلني، حاولت تجاوزه لكني وجدت مجنون آخر في الجانب المقابل، اين سألوذ منهم، سحبت عربتي الصغيرة وسرت بأقصى سرعتي لعلي اصل الى السوق، واجد هناك بعض من البشر.
واخيرا وصلت لكني مازلت في خطر العودة فهم يملؤون الطرقات وخصوصا وقت الظهيرة عندما تزداد اشعة الشمس حرارة وتقل اقدام المارة، اتسائل دائما عندما امر من جنبهم:
-اين سكناهم؟ لما هم يمتلكون صحة جسدية مرعبة؟ ولما لايكونون وسيلة لنقل الفايروس.
الكل يتخوف من المرض ويختبئ ولكن لا احد يلتفت الى هؤلاء، لا شرطة ولا مستشفى ولا مجتمع، في الشوارع يتجولون حفاة غير ابهين لاي شيء وبالمقابل المجتمع لايأبه لهم.
كيف سأعود وهم مازالوا يتناوبون ويرفعون اكفهم ليرمون بها اي امرأة مارة من هناك.
عدلت كمامتي مغلفة مايتبقى من وجهي بعبائتي السوداء، تمسكت بعربتي وانطلقت كالصاروخ دون ان التفت، ولكني عندما اقتربت من شارع بيتنا تعثرت بأحدهم وهو يسألني:
- عندج ألف؟
رمقته بنظرة فاحصة:
-لا ماعندي.
واكملت طريقي اسابق الريح وصفير صوته.
صفير الرياح والمجانين
تاريخ النشر : 2022-06-11