احترم ذاتك
تاريخ النشر : 2022-06-07
بقلم: مروة مصطفى حسونة 

لا تتوقع احترام الآخرين لك إذا كنت لا تحترم ذاتك و تقدرها . فإذا لم تقدر ذاتك ، ستكون أكثر عرضة لجذب أناس لا تقدرك ولا تحترمك . إن احترام الفرد لنفسه يشمل قناعاته حول نفسه و كيفية رؤيته لنفسه ، بمعني آخر هو التقييم الإيجابي أو السلبي للذات . ومنذ القدم تناول عالم النفس الأمريكي أبراهام ماسلو مسألة تقدير الذات وأكد أنها شيء مهم من أجل الصحة النفسية ، حيث أنها غير ممكنة إلا إذا قبل الآخرون الصميم الأساسي للفرد، وأحبوه واحترموه لذاته . يسمح تقدير الذات للفرد بمواجهة الحياة بثقة أكبر وتفاؤل أعلي ، و بالتالي يصلون لأهدافهم بسهولة .

و نحن بصدد هذا الموضوع ، استمعت لمحاضرة قيمة لخبيرة العلاقات نهي زهرة تناولت فيها هذا الموضوع من خلال كتاب أعمدة احترام الذات ( The six pillars of self – Esteem )لعالم النفس Nataniel Brandon .

أولاُ : عش بوعي . هناك مثالين تحدث عنهما الكاتب لسيدتين إحداهما تقدر ذاتها عن طريق أنها تخطط جيدُا ليومها ، تبحث عن معلومات مفيدة ، تمارس الرياضة ، تأكل الأكل الصحي فقط.
و الأخري تفعل عكس ذلك . فتصحو دون هدف ودون تخطيط ليومها ، تقلب في القنوات ، لا تتعلم شيئًا مفيدًا . الخلاصة أن ممارسة الحياة بوعي يؤدي إلي إصلاح النفس . فإذا لم تصلح نفسك من الداخل سيكون لديك مشاكل في التعامل مع الناس .
ثانيُا : التدريب علي تقبل الذات : عليك أن تقبل بشريتك و أنك بني آدم خطاء من الممكن أن تخطئ . فلكي تقدر نفسك ، طور ما يمكنك تغييره . فنحن لا يمكننا التحكم في ردود أفعال الناس ، بل أنفسنا فقط . فاقبل بشرية الآخرين وأنهم ليسوا ملائكة . فإذا لم تستطع تقبل نفسك ، لن تتقبل الآخرين .
ثالثُا : التدريب علي المسئولية . نحن يوميًا لدينا اختيار ما بين الصح و الخطأ . تقدير الذات يجعلك تركز علي ما هو صحيح ومفيد . فكل ما عقلي يختار الشيء الصحيح ، إذن هذا معناه أنني أقدر نفسي . فعليك بعمل إضافة لكل العادات الصحية .
رابعًا : ممارسة تأكيد الذات . أي كن أصلي ولا تقلد أحد . فمثلُا كل أصدقاءك يدخنون السجائر ، و لكنك لا تفعل ذلك مثلهم ، فهذا معناه أنك تقدر ذاتك . فإذا كنت لا تريد شيئًا ، لاتفعله . و اعلم أن الناس سيظلوا يضغطوا عليك حتي تصبح مثلهم . فلا تسمح لأن يتدخل الناس في حدودك . فكن أنت ، تزداد جمالًا ، و عش طبقًا لقيمك وليست القيم التي يريدها الناس .
خامسًا : التدريب علي الحياة لهدف . أي تعيش و أنت لديك هدف في الحياة كرضا الله و العيش من أجل نشر الرحمة .... إلي أخره . عليك أن تسأل نفسك لماذا تعيش ؟ و ماذا سيقول الناس عني بعد موتي ؟ يجب أن تضع خطة لحياتك مما يعطي لحياتك معني .
سادسًا : التدريب علي النزاهة . أي لا تعيش عكس الفطرة . ليكن لديك نزاهة في التعاملات مع الآخرين . عش كالطفل : اضحك و استمتع بالحاية ولا تظهر عكس ما تبطن وتخلي عن التصنع ولا تضمر الأذي لأحد . فعندما تطبق ذلك ، ستكون أنت المستفيد . فمثلًا عندما لا تقول الحق في أمر ما ، فعقلك الواعي سيقول لك يا فاشل مما يتسبب في احتقار الذات .
و لقد قرأت مقالًا علي الموقع الشهير Psychology Today يتحدث عن أسباب انخفاض تقدير الذات والتي تعود إلي مرحلة الطفولة حيث لم تقدر العائلة الطفل ولا تتقبله . بالإضافة إلي بيئة المدرسة الفقيرة . وقد يكون السبب هو علاقة غير سوية تعرض لها الشخص كأخ طاغ ، والد غير مهتم والتي تسبب انخفاض تقدير الذات .
و أشار الموقع إلي بعض العلامات التي تثبت أن شخصًا ما لديه تقدير عال للذات وهي معرفته الفرق بين الثقة بالنفس والغرور . لا يخشي من التغذية الراجعة . لا يبحث عن القبول ، لا يخشي من الصراع ، قادر علي إنشاء علاقات ، لا يخشي الفشل ولا النكسات ، ليس عبدًا للكمال قادر علي البوح باحتاجاته و آراؤه ، و يتقبل من هو .