بقلم: ناس حدهوم أحمد الخمار
خلال هذا الصباح من يومنا 08 يناير 2015 من عامنا الجديد وما هو بجديد إلا بما هو أسوأ . قرأت مقالا للكاتبة " إيمان ملال " عنوانه - زفرة الزمن الأخيرة -
وقد تصورتها كزفرة أخيرة . بجريدة الأخبار المغربية التي يديرها ويشرف عليها شاعرنا وكاتبنا المثير للجدل الأستاذ " رشيد نيني " المعروف بجرأته وشجاعته النادرة .
ومن خلال هذا المقال تحدثت الكاتبة عن الحرب العالمية وما خلفته من دمار إضافة إلى التغيير الذي نجم عن هذه الحرب والطفرة التي حققتها للغرب الأوربي عموما
بعد أن كان يبدو هذا التحول مستحيلا حسب رأي الكاتبة . وتحدثت عن التقدم الحضاري الذي لم يكن إلا حلما أسطوريا حسب الكاتبة دائما وكيف تحقق هذا الإنجاز
العظيم . فبعد هذا التنويه المقتضم قفزت الكاتبة إلى الوراء لتتحدث لنا عن سقوط الأندلس كما تزعم . وأظهرت الكثير من الحنين إلى ذلك الزمن الذي كنا فيه إستعمارا
لكنها رغم ذلك إستحضرت أمجاد العرب كاستعمار ومحتل . ثم دخلت في نحيب شاد ترثي به ضياع الأندلس كما لو أن هذه الأندلس أرض العرب ضاعت منهم .
كل المثقفين العرب أو بعضهم يفكرون مثل هذه الكاتبة فيتحسرون على ذلك الزمن ويتحدثون عنه وعن الأندلس الإيبرية كما لو كانت أرض العرب فعلا . أو إرثا خلفه
الأجداد والأسلاف الأولون . لكنهم لما يتحدثون عن فلسطين المحتلة يقلبون مفاهيمهم الناقصة والمبتورة فيتجاهلون التاريخ والأصول التي تنتمي لهذه الأرض المحتلة رغم
وجود القدس كبيت عتيق للديانات السماوية الثلاث .
فالكاتبة من ضمن بعض المثقفين العرب يحنون إلى زمن الأندلس عندما كانت الأرض الإيبرية مستعمرة دخلها العرب بحد السيف . ويحلمون بالرجوع إلى استعمارها من
جديد . فيكيلون بمكيالين في مسألة الإستعمار واحتلال أرض الغير . حلال علينا وحرام عليهم . أما قضية التخلف العربي والبؤس العربي والإرهاب العربي فهم " أي
المثقفون العرب " يضربون الطم ويقرأون الحسابات الجبانة بدقة فائقة ويعملون بمقولة - اسلم تسلم - . ولهذا السبب وغيره من الأسباب الأخرى نجد شعوبنا العربية
المصابة بتخمة الأمية والجهل . لا تعول على مثقفيها لأنها لا تقرأ ولأنهم أو بعضهم بلا مبادىء وبلا قيم ولا يلعبون دورهم في عملية التغيير لتحرير هذه الشعوب
من المذلة والبؤس والفقر وانعدام العدالة والفساد المطلق . وكل عام والعرب يتعايشون في معاناة عظمى مع واقعهم الأسود .
بعض المثقفين
تاريخ النشر : 2022-06-02