رنا.. رحلة حياة مريضة سكر
تاريخ النشر : 2022-06-01
رنا.. رحلة حياة مريضة سكر


رنا.. رحلة حياة مريضة سكر

هيا الوادية

سميرة داود تسرد قصة ابنتها رنا التي بدأت قصتها في الثمانية أعوام من عمرها، طفلة بريئة لم تكمل مرحلة طفولتها بعد بدت عليها اعراض سخونة و ‏قيئ ظَنَنتُ انه مرضا عاديا كالبرد او الانفلونزا لم يخطر لي ولو لوهلة غير ذلك، حيث تفاقمت حالة الطفلة بشكلٍ كبير وذهبت بها فورا الى المستشفى، وطلب منا الطبيب اجراء فحص شامل وهنا كانت الصدمة.

وتابعت داود:" سألني الطبيب سؤالا لا انساه "بنتك معها سكري؟! السكر عندها ٥٠٠!" هنا بدأت رحلة العذاب، فكيف لطفلة ذات الثمانية أعوام أن تفهم ما هو مرض السكري وكيف لها أن تتقبل ذلك وكيف نقنعها أنه عليها أخذ حقنة (الأنسولين) ثلاثة مرات باليوم! 

وأضافت الأم:" انا كنت مش متقبلة الموضوع كيف بدي أقنع بنتي واخليها تتقبل".

أثار الأمر حيرة الأطباء لمعرفة سبب الإصابة، نظرا لخلو العائلة من الإصابة المسبقة بمرض السكري، مما ينفي احتمالية الإصابة بسبب عامل الوراثة، ولكن ما أجمع عليه الأطباء أن الإصابة جاءت بسبب الخوف الشديد الذي أدى إلى توقف عمل البنكرياس، حيث عبرت الأم:" بنتي كتير كانت تخاف بالحرب وبعد حرب ٢٠٠٨مباشرة بدت تتعب".

وتعاملت العائلة مع إصابة ابنتهم بإيجابية وحاولت نقل تلك الحالة إلى ابنتهم بعيد عن أية هواجس مرضية ممكن أن تؤثر على صحة رنا النفسية والجسدية، فبدأت الأم بتهيئة الطفلة نفسياً للتأقلم مع الوضع الصحي الجديد لها، وسرعان ما باشرت بالتواصل مع طبيب مختص لتنظيم مناحي حياة رنا بشكل لا يتعارض مع العارض الصحي الذي ألم بها.

وشرع الطبيب بتحديد وجبات الطعام المناسبة، والتي تحتوي على عناصر غذائية تزيد من قوة جسد رنا، وتوظيف خطة حياة صحية تساهم في التحكم بثبات مستويات السكر في الدم، والتجاوب مع الأنظمة العلاجية المتغيرة بناء على استقرار الحالة الصحية للطفلة رنا.

وحاربت رنا الكثير من الصعوبات والعراقيل خلال (12) عاماً الماضية، منذ اكتشاف الإصابة ففي بعض الأحيان كانت تتعرض لنوبات سكر مفاجئة تؤدي الى إرهاق جسدها بشكل كبير، حتى وصل الحال في يوم من الأيام إلى عدم مقدرتها على المشي، مما كان يؤثر على مستواها الدراسي ويمنع تركيزها إلا أنها قاومت وحاولت بشتى الطرق الاندماج والتأقلم معه صحيا ونفسيا.

وها هي اليوم تنتصر على الحياة بتمردها وإعلان صداقتها لمرض السكري، وقد أنهت دراستها الثانوية بتقدير امتياز، وانتقلت إلى المرحلة الجامعية وتخصصت في مجال التغذية الطبية، للاستفادة الشخصية ولتحقيق المصلحة العامة في إفادة كل (رنا) صغيرة قد تتعرض لنفس رحلة الحياة التي مرت بها الأخصائية رنا سابقا.