سكان المقابر في غزة.. أموات مع قيد التنفيذ
تاريخ النشر : 2022-05-23
سكان المقابر في غزة.. أموات مع قيد التنفيذ


سكان المقابر في غزة ... أموات مع قيد التنفيذ

هيا الوادية – غزة 

لشهر مايو/أيار قصة حزينة في قطاع غزة، يسمونه بشهر "الكوارث" لسببين شهيرين، أن فيه حدثت نكبة فلسطين عام 1948، وفيه شهدت غزة هجوم إسرائيلي من أعنف ما مر عليها عام 2021.

وللخالة أم محمد التي كانت تعيش بغرفة صغيرة في مقبرة تقع شرقي حي الشجاعية سبب ثالث، فحتى هذه الغرفة دمرها القصف الإسرائيلي على غزة.

تقول: "الفقد ليس إنسان، وليس طرف بتر بسبب إصابة حرب، بل الفقد عظيم حين تفقد منزلك الذي انهار أمام عينيك لا لسبب سوى أنك فلسطيني!"

لسنا أحياء هنا، بل أموات مع وقف التنفيذ -تصف أم محمد- العيش بين القبور لمجموعة لا مأوى لها غير هذا المكان، وسط فقر وظروف اقتصادية جعلتهم غير قادرين على الخروج من المقبرة.

في زاوية أخرى من المقبرة، تخبرنا الجدة سميرة حسان 50 عاماً أنه برغم مأساتهم قصف خيمتهم التي كانت تحويها وابنها وزوجته وأطفالهما الخمسة، ما دفعهم حينها النزوح إلى المدارس التي ليست مكاناً للعيش أيضاً. 

وتضيف "بعد انتهاء الحرب لم أحصل على أي مساعدات ولا تعويض لمنزلنا هذا، لأنه مبني في المقبرة ولأنه عيش في أرض للأوقاف".

تحت هذه الظروف حرمت الجدة وعائلتها من التعويضات كونهم لا يمتلكون أوراقاً ثبوتية لمكان سكنهم. 

وليست هذه المرة الأولى بحسب الجدة التي يتعرض سكنهم للتدمير من قبل الاحتلال، بل دمر  عام 2014 وقاموا بترميمه يدوياً لكن ما يعقد الأمر اليوم أن زوجها عاطل عن العمل بسبب صعوبة الظروف الاقتصادية.  

وتشير الإحصائيات إلى أن أكثر من 2000 مواطن يعيشون في المقابر بسبب الفقر والحصار على قطاع غزة و عدم توفر فرص العمل.