سيف القدس ومظفر النواب وقصر يزيد
تاريخ النشر : 2022-05-23
سيف القدس ومظفر النواب وقصر يزيد


بقلم: حمدي فراج
تتصادف الذكرى السنوية الاولى لمعركة "سيف القدس" مع رحيل الشاعر العراقي العروبي الكبير مظفر النواب مطرودا من كل عواصم العرب على الاطلاق ، فقد هاجم أنظمتهم شر هجوم في معاقلهم نظاما نظاما وأحيانا بالاسم ، حتى اولئك الذين استضافوه ظنا منهم انهم انما يحيّدوه ويتقوا شر لسانه ، فقال عن حزب البعث العراقي : "بطارية حزبك فارغة ، ماذا أفعل" ، و هاجم سوريا بعد تل الزعتر "عاصمة الفقراء" أتيت الشام أحمل قرط بغداد السبية بين أيدى الفرس والغلمان مجروحاً على فرس من النسب / قصدت المسجد الأموى لم أعثر على أحد من العرب / فقلت أرى يزيد لعله ندم على قتل الحسين ، وجدته ثملاً وجيش الروم فى حلب / قرأت الفاتحة بالعبرية الفصحى ، فضج الحان بالافخاذ والطرب".

لفلسطين في شعر مظفر مكانة متميزة و في المقدمة منها عاصمتها القدس "لماذا ادخلتم كل زناة الليل الى حجرتها...... اولاد القحبة هل تسكت مغتصبة" ، و بعد مجيء السلطة " لا تصدق دعاة بدون بنادقهم / الذئاب هم قادة القافله / فإذا أكلوك لعشق قضيتهم ، أو أكلوها بدعوى لأجلك ، ما المشكِله؟ / نحن في سلة المهملات إذا إنتصروا ، وإذا هزموا حملونا هزيمتهم مكتملة / أيها الوطن المبتلى بالقيادات خنثى ومسترجِله / ان من يغلقون السجون على الناس ، لا يفتحون على القدس ابوابها المغلقة" .

في سردية "بحار البحارين" ، يقال انه كان قصد جورج حبش الذي ربطته به علاقة مباشرة اثناء اقامته في دمشق ، وانه وضع كلمات نشيد "الشعبية" ؛"يا زهرة النيران في ليل الجليل / إما فلسطين .. وإما النار جيلا بعد جيل/ نحن قلنا لا لانزال البنادق / لا لذبح الأرض ، لا لمن يطوي البيارق" . تغنى النواب بانتفاضة الحجارة "ارم رب الحجر / تقتحتم او تتراجع مثل تخفي القمر / إن تأمرهم ضد وعي الحجارة لا يغتفر". تغنى النواب بقصف حزب الله لحيفا "اقصفها يا حج حسن / في جُبّتك الخوف أمان/هذا الفتح الـــ ... من عند الله ومن مارون الراس لا من عند الأمريكان / فسبّح بحمد ربك واستغفره/ لن تبقى حيفا هادئة بعد الآن" .

لـ"يزيد" مكان واسع في شعر مظفر ، بدون مكانة ، وهو يرمز للقصر العربي من المحيط الى الخليج : "فهذا رأس الثورة يحمل في طبق في قصر يزيد ، وهذي البقعة أكثر من يوم سباياك".

في السنة الاولى على "سيف القدس"ظهر هذا السيف أكثر من مرة في "قصر يزيد" آخرها في الامارات حيث توفي رئيسها ، وقبلها في قصر ملك المغرب والاردن والسعودية ، ناهيك ان مقر الاقامة موجود في قطر ، هذا القصر من شأنه ان يثلم السيف و يطوي صاحبه .

 "أستثني المسكين برأس الخيمة ، كان خلال الازمة يحلم ، والشفة السفلى هابطة كبعير / ويزيد عمان على الشرفة يستعرض اعراض عراياكم ، و يوزعهن كلحم الضأن لجيش الردة / والله اني في شك من بغداد الى جدة / قتلتنا الردة يا مولاي / قتلتنا الردة / إن الواحد منا يحمل في الداخل ضده ".
عاشت ذكرى سيف القدس متسلحة بالارث النوابي الثوري والانساني على انقاض قصور يزيد .