قهوتي على خشبة الذاكرة
تاريخ النشر : 2022-05-18
بقلم: رزان البستنجي


لم ينتهِ من الطواف بعد ، الدوار سجية جُبِل عليها منذ زمن
يعيش على متن إطار صور متجمدة ، يطارده ذلك الوجه المدرهم ، و تزاحمه خيالات الحرير الأسود ، و تنخر أعصابه ، عصبًا عصبًا ... تعزف على أوتار السنين ، سمفونيات تجعله
يرقص دون شعور ، و يدور يدور و يهرب إلى السراب فيملئُ
قلبه حفنة يأس وخنوع ، مرةً أخرى حاول الإشراق ... فوجد نفسه يصطدم أمام تساؤلات الحياة ! ها هو يركض مجددًا في وضح النهار ، يلهث و حبات لزجة تقطر من جبينه لقد وصل إلى قارعة الطريق استقام شدّ ظهره وأخذ يتنفس الصعداء ... لحظات وصل إلى أعتاب كلية الآداب ، ترسّم الوجوه ... وجها تلو الآخر ، ثم ذهب إلى المقهى فوجد الباب مخلوعًا والنوافذ مشرعة والكراسي باهتة ، أخذ يقرأ الوجوه ، ينتظر القطار ، جلس على الرصيف احتضنه الغبار و دخان آتٍ من الناحية اليُمنى .

تأخر القطار ... نصف ساعة ، ساعة ، يوم ... يومان ... ولم يمر و ما من جدوى ... هاهو تحت المطر يمشي وحيدًا ، وحيدًا مع المطر ... وحيد الليل ... معه مظلته وجدار غرفته وعتمة الأشياء ، حدق في المرآة ليرتدي " باروكته " تذكر موعده مع صديق له .
. صفف أفكاره وخبَّأها ريثما يعود .