الحجارة الفلسطينية أقوى من أسلحة الكيان الصهيوني
تاريخ النشر : 2022-05-14
بقلم: شاكر كريم القيسي
لقد تأكد تاريخياً، ان الحجر له منافع كثيرة فمنه تصنع التماثيل وتبنى القلاع والأبراج. وناطحات السحاب، ومنه بنى المصريون أهراماتهم العظيمة، وبنى الصينيون جدار الصين الشهير.

ولكن شعبنا الفلسطيني كان أول شعب استعمل الحجر لإشعال ثورة، وإذا كان نوبل قد اخترع البارود ليقتل الناس والحريات، فإن الشباب والشابات في فلسطين المحتلة استعملوا الحجارة دفاعاً عن حريتهم وكرامتهم ووجودهم. بعد ان احتلت الانتفاضة مكانها في ثورات العالم الحديث باسم "ثورة الحجارة" ولا يعقل أن يتصدى الحجر بأيدي الفتيان سلاحا للجيش الإسرائيلي الذي يحاصرهم بدباباته ومدافعه ونيرانه، فما الحجر بسلاح قاتل ولا حامله بمقاتل مدرب، ولذلك فقد كان أكثر أسلحة الانتفاضة شهرة إلا أن أغراض استعماله المتعددة في الانتفاضة وبشكل يومي وعلى الأخص في المصادمات أثناء التظاهرات الصاخبة مع قوات الاحتلال، افقد الحجر ميزة أن يكون سلاحا من أسلحة المقاومة فحسب و إنما أداة فعالة ضد قوات الجيش الإسرائيلي وضد آلياته على رغم أنه كثيراً ما استعمل أيضا لقذف سيارات الجيش والمستوطنين الإسرائيليين، واستخدم أيضا لاقامة الحواجز وإغلاق الطرق وبناء السواتر والمتاريس والكمائن.

ومن عجب العجاب ان الغرب الاستعماري نسي على مايبدو شكل الحجر وقيمته الاستراتيجية في الحروب الشعبية متصورا ان الذي لايملك سلاحا متطورا او اداة ردع نووية او صواريخ عابرة للقارات او طائرات الشبح او اساطيل بحرية ليست لديه الغرصة لكي يربح أي معركة. معتقدين ان حرب التحرير لم تعد ممكنة وان انتفاضات الشعوب الثائرة هي في طريقها للانقراض.

ولكن ما يجري في غزة و الضفة الغربية وفي القدس وباقي المناطق المحتلة في هذه الأيام، أسقط كل هذه الأوهام. فقد أثبت الحجر أنه لا يزال سلاحاً فاعلاً، وأن الشعوب المقموعة تستطيع ان تحول أي شيء بما في ذلك أدوات الطعام، وسكاكين المطبخ، وقساطل الماء.. والأحذية القديمة.. إلى أسلحة استراتيجية في معركة التحرير.

وقد اكتشفت اسرائيل بعد سبعة عقود ونصف من الحكم العسكري، والممارسات البوليسية، ان الشعب الفلسطيني لا يزال مسلحاً حتى أسنانه. وانه لا يزال قادراً على المفاجأة والانقضاض.

لقد راهن الإسرائيليون، على ان الجيل الفلسطيني الذي ولد في ظلال الحكم الفاشستي الإسرائيلي. سيكون جيلاً عبثياً، ولا منتميا، ومحروماً من الذاكرة القومية. ولكن النتيجة كانت صاعقة بالنسبة للتوقعات والنبوءات الإسرائيلية.
إذ أثبت الفلسطينيون أنهم أقوى الشعوب العربية ذاكرة، وان الجيل الفلسطيني الجديد أكثر صلابة وشجاعة وتطرفاً من الأجيال التي سبقته.

فيا أساتذتنا الصغار يا ابطال الحجارة في شوارع غزة، ونابلس، والقدس، ورام الله، وبير زيت.. نرجو ان تقبلونا في صفوفكم، لأن عصر الانحطاط العربي أنسانا غريزة القتال. وجردنا من ملابسنا العسكرية. وجعلنا عاطلين عن العمل..
يا أساتذتنا الصغار علمونا. كيف تصنعون من الحجارة شمساً. ومن الحصاة زهرة أقحوان. ومن الجرح قنديل حرية. لنتعلم ونعلم الاخرين ونطرق ابواب الحكام المنبطحين ان التطبيع سيبقى وصمة عار في الجبين؟؟وان دم شهيدة القضية شيرين ابو عاقلة لن يجف بعد ان جفة الرحمة والانسانية في عقول الصهاينة ومن ايدهم وساندهم على الاجرام...