وداعًا شيرين
تاريخ النشر : 2022-05-14
وداعًا شيرين


بقلم : علي ياغي
فقدت فلسطين بل العالم اجمع إنسانة عزيزة على قلب كل من عرفها أو سمع عنها كيف لا وهي الإنسانة وصاحبة المواقف الطيبة عاشت مع الناس في جميع ظروفهم وأوصلت رسالة القضية الفلسطينية إلي كل العالم من خلال رسائلها وتغطيتها الإخبارية المتواصلة . 

عرفناها ولمع صيتها منذ بداية عملها في قناة الجزيرة وكانت في وقتها الجزيرة أول قناة إخبارية عربية متخصصة يصل صداها للعالم.

كانت شيرين حاضرة في جميع الأحداث الفلسطينية ولمع صيتها في الانتفاضة الثانية خاصة عند تغطيتها لاجتياح الضفة الغربية وتعرضت حياتها للخطر أكثر من مرة وما زالت تصر على إيصال رسالتها للعالم . 

شيرين أبو عاقلة أيقونة الصحافة العربية والفلسطينية استشهدت بإصابة مباشرة خلال تغطيتها أحداث جنين ولكن لماذا استهداف الصحافة أحاول هنا أن أضع بعض السيناريوهات والتي أدت إلى استهداف الأيقونة.

 القوات التي كانت موجودة في المكان هي القوات الخاصة من وحدة الدوفدوفان أي قوات النخبة الذين يعرفون عملهم بشكل جيد والذين يعرفون أين يطلقون النار ومتى ومدربين على أعلى المستويات ووجود الصحافة بمكان يراه الجيش دليل على أن الاستهداف كان بشكل متعمد بل المقصود هو استهداف اسم كبير وليس صحفي عادي . 

هناك أسئلة كثيرة هل أرادت إسرائيل من خلال استهداف شيرين أن تخريط أوراق الضفة خاصة أن الحكومة الإسرائيلية كانت أمام طريقين إما اغتيالات في غزة ومنها الدخول في حرب أو اجتياح جنين وهي غير مستعدة للخيارين وبالتالي مع استشهاد رمز مثل شيرين سوف يلتهي المجتمع الإسرائيلي بهذا الأمر وينسى دعواته للاغتيالات أو الاجتياح ؟ 

هل أرادت إسرائيل إيصال رسالة لقناة الجزيرة من خلال استهداف علم من أعلامها ؟ 

هل تريد إسرائيل أن تحيد الصحافيين حتى تكون الطريق سهلة لارتكابها مجازر وإعدامات في جنين حال تقرر الاجتياح ؟
هل ستكون دماء شيرين سببا في إعطاء بينيت أيام أخرى في الحكم ؟ 

هل أرادت إسرائيل أن تلفت نظر العرب والعالم عن المسجد الأقصى وما يحدث فيه ولتحفظ بعض ماء الوجه للدول ذات العلاقة مع إسرائيل خاصة مع الغضب في أوروبا من تصرفات الإسرائيليين وقت عيد الفصح ؟ 

هل ستستغل السلطة الفلسطينية استشهاد أبو عاقلة من اجل زيادة الإحراج للجانب الإسرائيلي ؟ لا احد يعلم إلى أين ستسير الأمور بالضبط وما الهدف الإسرائيلي بالضبط ، وماذا سيحدث في الأيام والأسابيع القادمة ولكن الواضح والمعروف أن الرصاصة التي أصابة شيرين لم تخطئ طريقها بل كانت كما خطط لها والواضح أيضا أن فلسطين خسرت علم من أعلامها ورمز من رموزها ستبقى حاضرة في وجدان الشعب الفلسطيني والعربي وسيخلدها التاريخ .